قلتُ: قال ابن الجوزى: "هذا حديث لا يصح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال يحيى: عبد الرحيم بن زيد كذاب، وأبوه ليس بشئ"، وأقره السيوطى في "اللآلئ المصنوعة" [٢/ ٧٥]، وابن عراق في "تنزيه الشريعة" [٢/ ١٢٧]، وقال ابن عدى عقب روايته: "لعل البلاء فيه من ابنه عبد الرحيم، فإنه ضعيف مثل أبيه". قلتُ: وبعبد الرحيم وحده أعله الهيثمى في "المجمع" [٨/ ٣٤٨]، والحافظ في "الطالب" وقال البوصيرى في "إتحاف الخيرة" [٥/ ١٩١]: "قلتُ: مدار إسناد حديث أنس هذا على عبد الرحيم العمى، وهو ضعيف، ضعفه أبو حاتم وأبو زرعة والبخارى وأبو داود والنسائى وغيرهم؛ وقال ابن معين: كذاب خبيث" وقال عنه أبو حاتم الرازى أيضًا: "تُرك حديثه؛ كان يفسد أباه، يحدِّث عنه بالطامات" وأبو زيد قد ضعفوه هو الآخر. وبالإسناد علة أخرى، وهى شيخ المؤلف: (محمد بن بحر الهجيمى)، وعنه يقول العقيلى: "بصرى منكر الحديث، كثير الوهم" وقال ابن حبان في "المجروحين" [٢/ ٣٠٠]: "يروى عن الضعفاء أشياء لم يحدث بها غيره عنهم، حتى يقع في القلب أنه كان يقلبها عليهم" راجع ترجمته من "اللسان" [٥/ ٨٩]، لكنه توبع عليه: تابعه أحمد بن حرب على نحوه عند السهمى في "تاريخه" [٣١٥]، من طريق على بن الحسن الباقلانى عن أحمد بن عليّ عن أحمد بن حرب به. قلتُ: وهذه متابعة غامضة، الباقلانى هذا ترجمه السهمى في "تاريخه" ولم يذكر من حاله شيئًا، غير أنه ساق له هذا الحديث، وشيخه أحمد بن عليّ لم أعرفه، وقد يكون أحمد هذا هو أبو يعلى الموصلى نفسه، ويكون شيخه (أحمد بن حرب) هنا؛ محرفًا من (محمد بن بحر) شيخه في هذا الحديث، فيعود إليه الإسناد مرة أخرى. وقد خولف ابن بحر في إسناده، خالفه محمد بن عبد الملك بن أبى الشوارب - الثقة الصدوق - فرواه عن عبد الرحيم بن زيد عن أبيه عن أنس به مثله ... ، ولم يذكر فيه (الحسن). هكذا أخرجه ابن حبان في "المجروحين" [٢/ ١٦٢]، والشجرى في "أماليه" [١/ ٤١٢]، وابن شاهين في "فضائل الأعمال" [رقم ٤١٩]، وسنده صحيح إليه: =