قلتُ: وهذا كلام صحيح مستقيم؛ ونحوه قال البيهقى في "سننه" وقد صحح ابن حبان الحديث من الوجهين جميعًا، فقال في صحيحه [٥/ ١٦٢/ الإحسان]، عقب روايته الوجه الأول: "سمع هذا الخبر أبو قلابة عن محمد بن أبى عائشة عن بعض أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وسمعه من أنس بن مالك؛ فالطريقان جميعًا محفوظان". كذا قال، والصواب: أن المحفوظ فيه عن أيوب هو ما رواه عنه حماد بن زيد وجماعة عن أبي قلابة به مرسلًا ... ، وقد بسطنا الكلام على هذا الحديث في كتابنا: "غرس الأشجار بتخريج منتقى الأخبار" والله المستعان. ٢٨٠٦ - صحيح: أخرجه البخارى [٥٢٣٤]، والبيهقى في "سننه" [١٨٨٦٥] من طريق عبد الوهاب الثقفى عن أيوب السختيانى عن أبى قلابة عن أنس به مثل سياق المؤلف. قلتُ: وقد توبع عليه عبد الوهاب: تابعه عليه وهيب بن خالد وغيره مطولًا ومختصرًا، وسيأتى السياق التام من رواية وهيب عن أيوب عند المؤلف [برقم ٢٨٢١]. وقد رواه حماد بن زيد وحاتم بن وردان وغيرهما عن أيوب فقالوا: عن محمد بن سيرين عن أنس بن مالك به نحو سياق المؤلف هنا، وزاد حماد زيادة في أوله، ورواية حاتم عند النسائي [٤٣٨٨]، ورواية حماد عند ابن عبد البر في "التمهيد" [٢٣/ ١٨٤]. وهو عند الخطابى في "غريب الحديث" [١/ ٤٣٥]، من رواية حماد به دون الزيادة التى في أوله عند ابن عبد البر، وقد رجح أبو حاتم الرازى - كما في "العلل" [رقم ١٦٠٢]- الوجه الأول من رواية عبد الوهاب الثقفى وغيره عن أيوب عن أبى قلابة عن أنس به ... ، فقال: "حديث عبد الوهاب أشبه". =