للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

النبي - صلى الله عليه وسلم -، كان يقول: "اللَّهُمَّ إنِّى أَعُوذُ بِكَ مِنْ عِلْمٍ لا يَنْفَعُ، وَعَمَلٍ لا يُرْفَعُ، وَقَلْبٍ لا يَخْشَعُ، وَقَوْلٍ لا يُسْمَعُ".


= وأبو القاسم البغوى في "جزء من حديثه" [رقم ١٦]، وابن عدى في "الكامل" [٢/ ٢٦٣]، وابن عساكر في "المعجم" [رقم ٦٨٢]، والبيهقى في "الدعوات" [رقم ٢٩٣]، وفى "المدخل إلى السنن الكبرى" [٣٧٧]، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم" [٧١٥]، وغيرهم من طرق عن حماد بن سلمة عن قتادة عن أنس به ... وهو عند الطبراني بالفقرة الأخيرة منه فقط.
قلتُ: قال ابن عساكر: "هذا حديث حسن عالٍ" وهو كما قال؛ ورجاله رجال الصحيح؛ وعنعنة قتادة مجبورة بإكثاره عن أنس، فراجع تعليقنا على الحديث الماضى [برقم ٢٨٤٢].
وأما حماد بن سلمة فشيخ الإسلام بلا كلام، وإن رغم أنف الكوثرى وأذنابه، وقد رأيت بعض أصحابنا يُلين روايته عن قتادة، ويستظهر على هذا بكون الإمام مسلم قد وصفه في كتابه "التمييز" بكثرة الخطأ عن قتادة، حتى رأيت المعلق على "شرف أصحاب الحديث" للخطيب البغدادى [ص ٥٩/ رقم ٤١/ طبعة مكتبة ابن تيمية]، يقول في تخريج حديث: "فيه حماد بن سلمة، وهو وإن كان ثقة إلا أنه قد تفرد بهذا الحديث عن قتادة دون باقى أصحاب قتادة الثقات الأثبات؛ كشعبة وهشام الدستوائى وسعيد بن أبى عروبة، ومثل هذا التفرد يقدح في روايته هذه، وتفرد الثقة عن الحافظ في الرواية دون باقى أصحابه مما يقدح في الرواية كما أشار إليه الإمام مسلم في مقدمة الصحيح ... ".
كذا يقول هذا الجرئ، وهؤلاء ما فهموا كلام مسلم ولا هضموه أصلًا، وإنما اقتضبوا من كلامه نتفًا دونما نظر إلى أول كلامه وآخره والسياق نفسه، وقد شرحنا مسألة تفرد الثقة والصدوق بشئ من التفصيل في مكان آخر.
أما عن حماد بن سلمة فخلاصة كلام النقاد فيه مع توثيقهم له: أنه أثبت الناس في بعض شيوخه الذين لزمهم وأكثر عنهم مثل ثابت البنانى وعلى بن زيد بن جدعان وعمار بن أبى عمار؛ وهو يخطئ أو يضطرب في جماعة من شيوخه الذين لم يلازمهم طويلًا كقتادة وأيوب السختيانى وعمرو بن دينار ويونس بن عبيد وداود بن أبى هند وأشباههم؛ ولا يلزم من كونه كان يخطئ في حديث راوه أن تُردَّ رواياته عنه كلها ما لم يتابع عليها، بل إنى لا أعلم أحدًا من النقاد قد ضعف حمادًا في شيخ من شيوخه قط، ومن وجد فليأتنا به، وإنما وصفوه بالخطأ في بعض شيوخه وحسب؛ ولا بمثل هذا ترد روايات الثقات إلا بإحدى ثلاث: =

<<  <  ج: ص:  >  >>