للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= أما أبو حاتم الرازى فإنه قدَّم رواية همام على رواية جرير، فقد سأله ولده ابن أبى حاتم عن رواية جرير في "العلل" [رقم ٣٦٨٩]، فنقل عن أبيه أنه قال: "هذا خطأ، إنما هو على ما رواه همام عن قتادة عن رجل حدثه عن أبى هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ".
قلتُ: هكذا وقعت رواية همام في "العلل" دون تردد في سندها، فلعل همامًا قد اختلف عليه في سنده هو الآخر، ويؤيد ما اختاره أبو حاتم: أن جريرًا كان كثير الوهم في حديث قتادة، حتى قال الإمام أحمد: "كان يحدث بالتوهم أشياء عن قتادة يسندها بواطيل" وقال أيضًا: "كأن حديثه عن قتادة غير حديث الناس، يسند أشياء ويوقف أشياء".
بل قال عنه ابن معين: "ليس بشئ، هو عن قتادة ضعيف" نقله عنهما ابن رجب في "شرح العلل" [ص ٣٣٩/ طبعة السامرائى]، ثم قال ابن رجب: "وقد أنكر عليه أحمد ويحيى وغيرهما من الأئمة أحاديث متعددة يرويها عن قتادة عن أنس عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وذكروا أن بعضها مراسيل أسندها، منها ... " ثم ساق له جملة أحاديث منها هذا الحديث مع آخر كلاهما في "الصحيح" ثم قال: "ولكن هذين الحديثين خُرَّجا في الصحيح، وقد تابعه عليهما عمرو بن عاصم وغيره".
قلتُ: متابعة عمرو بن عاصم لجرير على هذا الحديث، فمما لم أظفر بها أصلًا،، ثم مَن عمرو بن عاصم هذا الذي يروى عن قتادة؟!
وعمرو بن عاصم متى أطلق فهو الكلابى البصرى الحافظ، لا يعرف له سماع من قتادة ولا كاد، بل يروى عن تلاميذ قتادة، كجرير وهمام وغيرهما، فلعل المتابعة التى يقصدها ابن رجب: إنما هي متابعة ناقصة، ولم أرها أيضًا، فإن قيل: قد توبع جرير على روايته عن قتادة عن أنس، تابعه معمر كما مضى.
قلنا: معمر كان سيئ الحفظ هو الآخر لحديث قتادة كما قاله الدارقطنى في "العلل" ونقله عنه ابن رجب في "شرح العلل" [ص ٢٨٤/ طبعة السامرائى]، وقد صح عن ابن معين أنه قال: "قال معمر: جلست إلى قتادة وأنا صغير، فلم أحفظ عنه الأسانيد".
أخرجه ابن أبى خيثمة في "تاريخه" ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخه" [٥٩/ ٣٩٨ - ٣٩٩].
فلم يبق إلا رواية همام وسعيد بن بشر وأبى هلال الراسبى وشعبة:
١ - أما رواية همام: فالظاهر أنه لم يكن يضبط إسناد هذا الحديث عن قتادة، كما يشعرك =

<<  <  ج: ص:  >  >>