٢٩٠٨ - صحيح: أخرجه مسلم [١٣٦٥]، وأبو عوانة [٥٥٩١]، والخليلى في "الإرشاد" [٣/ ٨٩٤٣ طبعة الرشد]، وغيرهم من طرق عن النضر بن شميل عن شعبة عن قتادة عن أنس به ... قلتُ: وهذا إسناد مشرق جدًّا، ولا تسأل عن عنعنة قتادة إذا رأيت شعبة قد رواه عنه، لكن أعله الخليلى الحافظ، فقال عقب روايته: "لم يروه عن شعبة عن قتادة غير النضر، ورواه غيره عن شعبة عن حميد وغيره عن أنس". قلتُ: قد اعتمد مسلم هذا الطريق وأخرجه في "صحيحه"، فإن صح ما قاله الخليلى؛ فالوجهان محفوظان عن شعبة؛ ولا مانع أن يكون له فيه شيخان. وقد توبع شعبة على هذا الوجه: تابعه قرة بن خالد على نحوه عند أبى عوانة [برقم ٥٥٩٢]، بإسناد صحيح إليه؛ وتابعهما معمر عن قتادة عن أنس قال: (لما أتى النبي خيبر، فوجدهم حين خرجوا إلى زرعهم معهم مساحيهم، فلما رأوه ومعه الجيش نكصوا، فرجعوا لى حصنهم، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: الله أكبر، خربت خيبر، إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين). أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" [٣/ ١٥٩]، واللفظ له - وعنه أحمد [٣/ ١٦٤]، والمؤلف [٣٠٤٣]، وغيرهم، فهؤلاء ثلاثة من الثقات الأثبات قد رووه عن قتادة على هذا الوجه الماضى؛ وخالفهم جميعًا: سعيد بن بشير، فرواه عن قتادة فقال: عن أنس عن أبى طلحة به نحو سياق المؤلف، فجعله من (مسند أبى طلحة). هكذا أخرجه الطبراني في "الكبير" [٥/ رقم ٤٧٠٣]، وفى "مسند الشاميين" [٤/ رقم ٢٦٢٣]، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخه" [٥٤/ ٢٠٣]، غير أن الإسناد إليه لا يثبت، وسعيد نفسه ضعيف سيئ الحفظ لا سيما في قتادة، لكنه قد توبع عليه على هذا الوجه: فتابعه سعيد بن أبى عروبة على نحو رواية معمر الماضية عند أحمد [٤/ ٢٨، ٢٩]، =