قلتُ: وصححه الحاكم على شرط الشيخين، وهو وهمٌ منه، إنما هو على شرط مسلم وحده، فإن البخاري لم يحتج برواية معمر عن قتادة عن أنسٍ في "صحيحه"، ثم قال الحاكم: "وله شاهد غريب من حديث شعبة عن قتادة عن أنسٍ صحيح الإسناد ولم يخرجاه". ثم أخرجه [١/ ١٥٤]، من طريق حفص بن عبد الله الأسلمى عن إبراهيم بن طهمان عن شعبة عن قتادة عن أنسٍ به نحوه باختصار يسير، وزاد في آخره زيادة، وقد علقه البخاري [٥٢٨٧]، فقال: (وقال إبراهيم بن طهمان ... ) وذكره ... وهو عند إبراهيم بن طهمان في "المشيخه" [رقم ١١٩]، ومن طريقه أخرجه: الطبراني في "الصغير" [٢/ رقم ١١٣٩]، وابن عساكر في "تاريخه" [٦/ ١٠٧]، وأبو عوانة [رقم ٦٥٨٥]، وابن العديم في "بغية الطلب" [١/ ٤٣٦]، والإسماعيلى في "المستخرج "كما في "عمدة القارى" [٢١/ ١٨٨]، وابن منده في "غرائب شعبة" كما في "الفتح" [١٠/ ٧٣]، ومن طريقه الحافظ في التغليق [٣/ ٢٢٧]، وغيرهم، قال الطبراني: "لم يروه عن شعبة إلا إبراهيم بن طهمان؛ تفرد به حفص بن عبد الله ... ". قلتُ: وإبراهيم يغرب كثيرًا على شعبة، حتى قال ابن حبان في ترجمته من كتابه "الثقات" [٣/ ٢٧] (وقد روى أحاديث مستقيمة تشبه أحاديث الأثبات، وقد تفرد عن الثقات بأشياء معضلات).=