للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= كنتُ بمكة وعليها عثمان بن عبد الرحمن بن سراقة - قال الحافظ: كذا فيه - فسمعته يقول: يا أهل مكة إنى سمعتُ أبى - يقول: سمعتُ رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - يقول: ... ".
قلتُ: ثم ذكر الحديث كما عند المؤلف. وبقية الحديث: "قال: - يعنى الوليد -: فسألتُ عنه - يعنى عن عثمان - فقالوا لى: هذا ابن بنت عمر بن الخطاب". وقول عثمان: "سمعتُ أبى" يقصد بأبيه: جده لأمه عمر بن الخطاب، فأطلق عليه أبًا من باب التجوُّز، كما قاله الحافظ في "الأمالى".
فإن قلت: قد وقع في هذا الإسناد: "عن عثمان بن عبد الرحمن بن سراقة". فيحتمل أن يكون مراده بقوله: "سمعتُ أبى" هو عبد الرحمن بن سراقة، وقد ترجمه الحافظ في "الإصابة" [٤/ ٣٠٩]، وساق له هذا الحديث.
فالجواب: أن الحافظ قد تردد في تعيين "والد عثمان" في الإصابة، لكنه جزم في موضع آخر بكون المراد: هو عمر بن الخطاب لا غيره. فراجع "الإصابة" [٥/ ٢٣٢]. ثم وجدت الحافظ في "الأمالى": قد جزم بكون تسمية والد عثمان في هذا الطريق بـ"عبد الرحمن" هو وهم من بعض الرواة - أظنه يحيى بن أيوب - ثم قال: "والصواب عبد الله كما تقدم".
قلتُ: يعنى هو "عثمان بن عبد الله بن سراقة" كما مضى. وقد وقع في اسمه اختلاف آخر في طريق عبد العزيز الدراوردى، وردَّه الحافظ في الأمالى أيضًا [ص ١٠٦]. ويعكر على ما بحثه الحافظ في سماع عثمان من عمر: قول ابن المدينى عن هذا الحديث: "حديث مرسل؛ لأن عثمان بن عبد الله بن سراقة لم يدرك عمر بن الخطاب"! نقله عنه ابن كثير في "مسند الفاروق" [٢/ ٤٦٣]. وقول ابن المدينى هذا: حجة فاصلة في هذا الباب، ولا يرده جميع ما ذكره الحافظ آنفًا، لأنه كله على الاحتمال، وما وقع عند الطبرى في "تهذيب الآثار" غير صريح! ولو فرضنا صراحته على المطلوب؛ فيكون من أغلاط يحيى بن أيوب المصرى في سنده! ففى حفظه مقال.
وبالجملة: فالحديث منقطع الإسناد على التحقيق. لكن: لفقراته شواهد عن جماعة من الصحابة به، دون الفقرة الأولى منه: "من أظل رأس غاز أظله الله يوم القيامة".
فيشهد لجملة: "من جهز غازيًا كان له مثل أجره" حديث زيد بن خالد الجهنى مرفوعًا: "من جهز غازيًا في سبيل الله فقد غزا" أخرجه الشيخان. =

<<  <  ج: ص:  >  >>