ثم جاء عبد العزيز بن أبى سلمة العمرى ورواه عن: إبراهيم بن سعد فقال: عن الزهرى عن أبى إدريس الخولانى: (أن النبي - صلى الله عليه وسلم - رأى في يد رجل خاتم ذهب؛ فضرب أصبعه بقضيب كان معه حتى رمى به ... ) وجعله من مرسل أبى إدريس بعد أن كان من مرسل الزهرى، هكذا أخرجه النسائي [٥١٩٣]، وتوبع إبراهيم على هذا الوجه عن الزهرى: تابعه جماعة من أصحاب الزهرى عنه عن أبى إدريس الخولانى به ... منهم يونس الأيلى والأوزاعى كلاهما عند النسائي [٥١٩١، ٥١٩١]، و حكاه الدارقطنى في "العلل" [٦/ ٣١٩]، عن الحفاظ من أصحاب الزهرى عنه عن أبى إدريس به .. ثم قال: (وهو الصحيح). وقد رواه معمر عن الزهرى به ... دون ذكر (أبى إدريس) في سنده، عند عبد الرزاق [١٩٤٧٧]، ووافق إبراهيم بن سعد في إحدى الروايتين عنه، وسواء كان الحديث محفوظًا من مرسل الزهرى، أو من مرسل أبى إدريس الخولانى، فهو مرسل على كل حال، ولذلك قال النسائي بعد أن ذكر طرفًا من الاختلاف في سنده على الزهرى: "والمراسيل أشبه بالصواب". وقد وجدت عبد العزيز بن أبى سلمة العمرى - راويه عن إبراهيم بن سعد عن الزهرى عن أبى إدريس به مرسلًا - قد رواه مرة أخرى ووصله عن إبراهيم بن سعد عن الزهرى عن أنس به ... ، هكذا أخرجه النسائي في "الكبرى" [٩٥٠٦]، والطبرانى في "الأوسط" [٨ رقم ٨٠٣٤]، والخطيب في "تاريخه" [١٠/ ٤٤٧]، والدارقطنى في "الأفراد" [رقم ١١٧١/ أطرافه]، وغيرهم. قال الدارقطنى: (تفرد به إبراهيم بن سعد عن الزهرى، وهو معروف برواية عبد العزيز العمرى عنه، وتابعه بشر بن الوليد). قلتُ: ورأيت الدارقطنى قد ذكر روايتى عبد العزيز وبشر في كتابه "العلل" [٦/ ٣١٩]، ثم قال: "ووهما فيه، وغيرهما يرويه عن إبراهيم بن سعد عن الزهرى مرسلًا". =