للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حدثنى أنس بن مالك، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج حين زاغت الشمس فصلى الظهر، فلما سلم قام على المنبر فذكر الساعة وذكر أن بين يديها أمورًا عظامًا، قال: "مَنْ أَحَبَ أَنْ يَسْأَلَ عَنْ شَىْءٍ فَلْيَسْأَلْ عَنْهُ، فَوَاللَّهِ لا تَسْأَلُونِى عَنْ شَىْءٍ إلا حَدَّثْتُكُمْ بِهِ مَا دُمْتُ فِي مَقَامِى هَذَا"، قال أنسٌ: فقام إليه رجلٌ، فقال: أين مدخل أبى يا رسول الله؟ قال: "النَّارُ"، فقام عبد الله بن حذافة، قال: من أبى يا رسول الله؟ قال: "أَبُوكَ حُذَافَةُ"، ثم أكثر أن يقول: "سَلُونِى"، فبرك عمر على ركبتيه، فقال: رضينا باللَّه ربًا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد رسولًا، فسكت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين قال عمر ذلك، ثم قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "وَالَّذِى نَفسِى بِيَدِهِ، لَقَدْ عُرِضَتْ عَلَيَّ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ آنِفًا فِي عَرْضِ هَذَا الحائِطِ فَلَمْ أَرَ كَالْيَوْمِ في الْخَيْرِ وَالشَّرِّ"، قال الزهرى: وأخبرنى عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، قالت أم عبد الله بن حذافة: ما رأيت ابنًا قط أعق منك، أكنت تأمن أن تكون أمك قارفت في الجاهلية فتفضحها على رؤوس النساء؟! قال عبد الله: واللَّه لو ألحقنى بعبد أسود للحقته.


= وابن عبد البر في "التمهيد" [٥/ ٦]، والبغوى في "شرح السنة" [٦/ ٤٥٧]، والخطيب في "الأسماء المبهمة" [ص ٤٠]، وابن عساكر في "تاريخه" [٧/ ٢٠]، والطبرانى أيضًا في "مسند الشاميين" [٤/ رقم ٢٩٧٨]، وغيرهم من طرق عن الزهرى عن أنس به .. وهو عند ابن عساكر، والطبرانى في "المسند" باختصار يسير؛ واقتصر النسائي وابن عبد البر والدارمى وهو رواية لعبد الرزاق وابن حبان على بعض من أوله فقط، وهو قول أنس: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج حين زاغت الشمس؛ فصلى بهم صلاة الظهر).
قلتُ: وقول الزهرى في آخره: (وأخبرنى عبيد الله بن عبد الله بن عتبة: قالت أم عبد الله بن حذافة ... إلخ ... ) هو عند عبد الرزاق ومن طريقه المؤلف ومسلم والبغوى من طريق معمر عن الزهرى به ...
وتوبع عليه معمر عن الزهرى: تابعه يونس الأيلى عند مسلم؛ وخالفهما شعيب، فرواه عن الزهرى فقال: أخبرنى عبيد الله بن عبد الله قال حدثنى رجل من أهل العلم أن أم عبد الله بن حذافة قالت وذكره، فزاد فيه رجلًا لم يُسَمَّ، هكذا أخرجه مسلم [٢٣٥٩].
وهذا جوَّده شعيب، وحفظ فيه ما لم يحفظه غيره عن الزهرى.

<<  <  ج: ص:  >  >>