للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لِوَالِدِهِ أَوْ لِوَالِدَيْه، وَمَا عَمِلَ مِنْ سَيِّئَةٍ لَمْ تُكْتَبْ عَلَيْهِ وَلا عَلَى وَالِدَيْهِ، فَإِذَا بَلَغَ الحِنْثَ جَرَى عَلَيْهِ الْقَلَمُ، أُمرَ الملَكَانِ اللَّذَانِ مَعَهُ أَنْ يَحْفَظَا وَأَنْ يُشَدِّدَا، فَإِذَا بَلَغَ أَرْبَعِينَ سنَةً فِي الإِسْلامِ أَمَّنَهُ اللهُ مِنَ الْبَلايَا الثَّلاثَةِ: الْجُنُونِ وَالجُذَامِ وَالْبَرَصِ، فَإِذَا بَلَغَ الخمْسِينَ خَفَّفَ اللهُ مِنْ حِسَابِهِ، فَإِذَا بَلَغَ السِّتِّينَ رَزَقَهُ اللهُ الإِنَابَةَ إلَيْهِ بِمَا يُحِبُّ، فَإِذَا بَلَغَ السَّبْعِينَ أَحَبَّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ، فَإِذَا بَلَغَ الثَّمَانِينَ كَتَبَ اللهُ لَهُ حَسَنَاتِهِ وَتَجَاوَزَ عَنْ سَيِّئَاتِهِ، فَإذَا بَلَغَ التِّسْعِينَ غَفَرَ اللهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ، وَشَفَّعَهُ فِي أَهْلِ بَيْتِهِ، وَكانَ أَسِيرَ اللهِ فِي أَرْضِهِ، فَإِذَا بَلَغَ أَرْذَلَ الْعُمُرِ لِكَىْ لا يَعْلَمُ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا، كَتَبَ اللهُ لَهُ مِثْلَ مَا كَانَ يَعْمَلُ فِي صِحَّتِهِ مِنَ الْخَيْرِ، فَإذَا عَمِلَ سَيِّئَةً لَمْ تُكْتَبْ عَلَيْهِ".


= وهذا كله يدل على كونه صدوقًا معروفًا، وقد تصحَّف اسمه على الهيثمى في "المجمع" [١٠/ ٣٤١]، بـ (ياسين الزيات) ولا أدرى كيف وقع له هذا؟! وياسين هذا متروك مطروح، من رجال "اللسان" [٦/ ٢٣٨]، وهو متقدم الطبقة على خالد الزيات أيضًا؟! أما داود بن سليمان فلم أستطع تمييزه الآن، وقد وقع اسمه عند الثعلبى هكذا: (داود أبو سليمان) وما أدرى أيهما أصح؟! ثم رأيت ابن أبى حاتم قد ذكر هذا الحديث في العلل [رقم ١٩٨١]، فقال: (وسألت أبى عن حديث خالد الزيات عن داود عن أبى طوالة عن أنس ... ) وذكره مختصرًا، ثم قال: (قال أبى: هذا حديث منكر بهذا الإسناد، وأتوهم أنه من سليمان بن عمرو النخعى أبى داود [قلتُ: وهو كذاب مشهور]، قلتُ: - القائل هو ابن أبى حاتم -: فيحدث سليمان بن عمرو هذا عن أبى طوالة؟! قال: يحدث عن من دب ودرج، قلتُ: ما حال سليمان؟! قال: متروك؛ قلت لأبى: لداود هذا معنى؟! قال: لا، ثم قال: ليس هذا من حديث أبى طوالة، ويروى هذا المتن بإسنادين ليسا بقويين؛ قلتُ: ما حال خالد؟! قال: ليس به بأس".
قلتُ: فحاصل هذا: أن أبا حاتم لما تذوَّق هذا الحديث، شمَّ فيه رائحة سليمان بن عمرو النخعى - الهالك المشهور - فهو المعروف برواية مثل هذا الطراز من مفضوح الأخبار، فلم يكن لوجود (داود) في سنده معنى كما قال أبو حاتم، وهذا يُحْمل على أمرين:
الأمر الأول: إما أن يكون بعضهم - خالد الزيات أو من دونه - قد وهم في اسم راويه عن أبى طوالة، فبدل أن يقول: (عن أبى داود) قال (عن داود) وأبو داود هي كنية سليمان بن عمرو النخعى. =

<<  <  ج: ص:  >  >>