للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= ومع هذا ترى النووى قد جود إسناده، لما أورده باللفظ الأول وعزاه لابن السنى من كتابه الأذكار [ص ٢٦٨/ رقم ٢٩٨]، وهذا منه تساهل قد عرفناه به، لاسيما في كتابه (الأذكار) وقد تعقبه الحافظ في "أمالى الأذكار" قائلًا: "ووصف السند بالجودة؛ كأنه بالنظر إلى رجاله بأنهم موثقون، لكن في السند انقطاع ... " يعنى بين أبى إسحاق وأنس بن مالك، فقد قال أبو حاتم الرازى كما في "المراسيل" [ص ١٤٧]: "لا يصح لأبى إسحاق عن أنس رؤية ولا سماع".
قلتُ: وهذا يؤيد تدليسه بريدًا في إسناده هنا، ثم إن الحافظ قد غفل عن علة أخرى، وهى اختلاط أبى إسحاق أو تغيره، ثم يجئ دور الحافظ الذهبى، فتراه يقول في "مختصره لسنن البيهقى" [١/ ١٤٧/ ٢]، كما في "الصحيحة" [٣/ ٣٩٧]، معلقًا على الإسناد الماضى باللفظ الثاني: "إسناده صالح" كذا قال، وقد تعقبه الإمام في "الصحيحة" قائلًا: "كلا؛ فإن أبا إسحاق وهو السبيعى، كان اختلط، ثم هو مدلس وقد عنعنه".
قلتُ: وغفل الإمام عن العلة التى ذكرها الحافظ آنفًا، لكن أبا إسحاق لم ينفرد بهذا الحديث من طريقه عن أنس، بل توبع على الوجه الأول عنه: تابعه ابنه يونس بن أبى إسحاق عن بريد بن أبى مريم قال: حدّثنا أنس بن مالك قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من صلى عليَّ صلاة واحدة صلى الله عليه عشر صلوات، وحطت عنه عشر خطيئات، ورفعت له عشر درجات".
أخرجه النسائي [١٢٩٧]- واللفظ له - وأحمد [٣/ ١٠٢]، وابن حبان [٩٠٤]، والحاكم [١/ ٧٣٥]، والبخارى في "الأدب المفرد" [رقم ٦٤٣]، وابن أبى شيبة [٨٧٠٣، ٣١٧٨٦]، والبيهقى في "الشعب" [٢/ رقم ١٥٥٤]، وابن بشران في "الأمالى" [رقم ٣٤٩]، والخطيب في "تاريخه" [٨/ ٣٨١]، والبغوى في "شرح السنة" [٢/ ٤٧٧]، وأبو محمد الفاكهى في "حديثه" [رقم ١٤٩]، ومن طريقه ابن طولون في "الأحاديث المائة" [رقم ٧١]، وغيرهم من طرق عن يونس بن أبى إسحاق به ... وهو عند بعضهم باختصار يسير.
قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه".
قلتُ: والصواب أنه صالح الإسناد؛ لأجل ما في يونس من كلام. وهو صدوق متماسك صالح الحديث على أوهام له، وقد اختلف عليه في إسناده؛ فرواه عنه الجماعة على الوجه الماضى، وخالفهم جميعًا: مخلد بن يزيد القرشى، فرواه عنه فقال: عن يونس عن بريد بن أبى مريم قال: كنت أزامل الحسن بن أبى الحسن - يعنى البصرى أبا سعيد - في محمل، فقال: =

<<  <  ج: ص:  >  >>