قلتُ: وهذا إسناد منكر مثل متنه، وفيه علتان: الأولى: الانقطاع بين الأعمش وأنس، وبه أعله ابن عبد البر في "التمهيد" [١٠/ ٢٢٨]، فقال: "هذا الحديث ليس بالقوى؛ لأن الأعمش لا يصح له سماع فن أنس، وكان مدلسًا عن الضعفاء" ونحو هذا قاله في الاستذكار أيضًا [٧/ ١٩٦]. والثانية: يحيى بن يعلى الأسلمى: قد ضعفوه ولم يحتجوا به؛ قال البخارى: "مضطرب الحديث" وقال ابن معين: "ليس بشئ" وقال البزار: "يغلط في الأسانيد" وليس هو بيحيى بن يعلى أبى المحياة الكوفى، ذاك ثقة مشهور؛ فما وقع في سند الطحاوى: (ثنا عبد الرحمن بن صالح قال: ثنا أبو المحياة يحيى بن يعلى الأسلمى ... ) فخطأ ظاهر؛ لأن أبا المحياة ليس مشهور الرواية عن الأعمش، ولا ذكروه في شيوخ عبد الرحمن بن صالح الأزدى - راوى عنه هنا، - فكأنه وهم ممن دون عبد الرحمن، ثم وصفه بالأسلمى في سنده؛ مما يقطع بوهم من كناه بأبى المحياة؛ لأن أبا المحياة تيمى معروف؛ وأين التيمى من الأسلمى؟! وعلى كل حال: فقد توبع عليه يحيى بن يعلى الأسلمى، تابعه حفص بن غياث عن الأعمش عن أنس قال: (توفى رجل من أصحابه، فقال: - يعنى رجل - أبشر بالجنة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أولا تدرى؟! فلعله تكلم فيما لا يعنيه، أو بخل بما لا ينقصه) هكذا أخرجه الترمذى [٢٣١٦]، والبيهقى في "الشعب" [٧/ رقم ١٠٨٣٥]، وقال الترمذى: "هذا حديث غريب". وكذا أخرجه أبو نعيم في "الحلية" [٥/ ٥٥ - ٥٦]، وقال: "وهذا الحديث تفرد به عمر عن أبيه حفص". قلتُ: وعمر وأبوه ثقتان مشهوران؛ ثم جاء أبو حنيفة الواسطى ورواه عن سعد بن الصلت=