وعلى كل حال: فلننظر في حال سهل هذا: فوجدنا ابن معين قد وثقه، ومثله ابن حبان، وقال أبو زرعة: "صدوق" وروى عنه شعبة والأعمش والمسعودى؛ فالرجل قوى الحديث يحتج به؛ أما قول الحافظ عنه: "مقبول"، فغير مقبول. أما شيخه [بكير بن وهب الجزرى] فلا أعلم روى عنه سوى سهل أبى أسد وحده، وزاد المزى في ترجمته: (وأبو صالح الحنفى)، كذا، كأن المزى أخذ ذلك من رواية الأعمش هذا الحديث عن أبى صالح الحنفى عن بكير الجزرى عن أنس به ... عند الطبراني في "الدعاء" وعنه أبو نعيم في "الحلية" وقد ذكرنا سابقًا هذا الطريق: وبينا هناك أن بعضهم قد صحف (سهلًا أبا الأسد) إلى (أبى صالح الحنفى) وليس لأبى صالح فيه دخل أصلًا، والحديث حديث (سهل أبى أسد) وبه يعرف. فالحاصل: أن علة هذا الحديث هي جهالة (بكير بن وهب) بل قد لينه الأزدى أيضًا. لكن للحديث طرق أخرى عن أنس به نحوه .... وكذا له شواهد عن جماعة من الصحابة به نحوه ... وهو حديث قوى بطرقه وشواهده؛ وراجع بعضًا من تلك الطرق والشواهد فيما علقناه على الحديث الماضى [برقم ٣٦٤٤، ٣٦٤٥]، وقبلهما [برقم ٥٦٤]، والله المستعان. ٤٠٣٣ - قوى بطرقه وشواهده: انظر قبله.