قلتُ: وسنده واه جدًّا، صالح المري إلى الترك أقرب منه إلى الضعف، بل تركه جماعة على التحقيق، وكان كثير المناكير عن "الثقات" وغيرهم، حتى قال إبراهيم الحربي: "إذا أرسل فبالأحرى أن يصيب؛ وإذا أسند فاحذروه" ولم يحتج به من الجماعة سوى الترمذي وحده، لكن للحديث طرق أخرى عن أنس به ... لا بأس إن تعرضنا لها: فنقول: ١ - أخرج الحاكم [١/ ٦٧٥]، من طريق عامر بن يساف عن حفص بن أخى أنس بن مالك عن أنس مرفوعًا: إن الله رحيم [بالأصل: (حى) وأراه تصحيفًا] كريم يستحى من عبده أن يرفع إليه يده، ثم لا يضع فيهما خيرًا) قال الحاكم: "إسناد صحيح" وتعقبه المنذري في "الترغيب" [٢/ ٣١٦]، قائلًا: (وفي ذلك نظر). قلت: وهذا النظر قد أفصح عنه الذهبى في "تلخيص المستدرك" قائلًا: "عامر - يعنى ابن يساف - ذو مناكير" وهو كما قال. وترجمة عامر في "اللسان" [١/ ٢٠٦]، فالإسناد منكر .. ٢ - وأخرجه عبد الرزاق [٣٢٥٠]، نحو سياق المؤلف به ... لكن دون قوله: (فيردهما خائبتين) فعنده مكانها: (حتى يجعل فيهما خيرًا) هكذا رواه من طريق معمر عن أبان عن أنس به .... قلت: قد توبع عليه معمر: تابعه الفضيل بن عياض على نحوه عن أبان عند أبي نعيم في "الحلية" [١/ ١٣١]، وابن بشران في "الأمالى" [رقم ٤٩٢]، ومن طريق عبد الرزاق: أخرجه البغوي في "شرح السنة" [٢/ ٤٩٣]. ومداره على أبان وهو ابن أبي عياش الساقط المعروف، وقد تناوله شعبة شديدًا، فالإسناد تالف. ٣ - وأخرجه الطبراني في "الدعاء" [رقم ٢٠٤، ٢٠٥]، وعنه أبو نعيم في "الحلية" [٣/ ٢٦٣]، من طرق مقدام بن داود عن حبيب كاتب مالك عن هشام بن سعد عن ربيعة أبي عبد الرحمن عن أنس به ... نحوه ... بلفظ: (إن الله جواد كريم يستحي من العبد المسلم إذا دعاه أن يرد يديه صفرًا ليس فيهما شيء، وإذا دعا العبد فأشاره بأصبعه، قال الرب: أخلص عبدي، =