قال الطبراني: (لم يرو هذا الحديث عن أشرس إلا أسد بن موسى). قلتُ: أشرس هو ابن الربيع؛ ولم ينفرد عنه أسد بن موسى كما قال أبو القاسم، بل تابعه أم محمد بنت أخى أشرس أبى شيبان الهذلى: حدثنى عمى أشرس عن أبى الظلال عن أنس به بنحو المرفوع منه فقط عند البيهقى في الموضع الثاني من "الشعب". ولعل مراد أبى القاسم اللخمى بتفرد أسد بن موسى به عن أشرس؛ إنما هو لسياق الحديث كله، فلا يرد عليه تلك المتابعة عند البيهقى؛ لكون متنها مختصرًا بالمرفوع فقط، ثم إن أشرس بن الربيع أبا شيبان الهذلى يقول عنه الهيثمى في "المجمع" [٣/ ٤٣]: "لم أجد من ذكره" وليس كما قال، بل هو مترجم في "تاريخ أبى عبد الله الجعفى" [٢/ ٤٢]، وكذا في "الجرح والتعديل" [٢/ ٣٢٢]، برواية جماعة من "الثقات" عنه، ثم هو متابع عليه من قبل جماعة، وقال الترمذى عقب روايته: "هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، وأبو ظلال اسمه هلال". قلتُ: وأبو ظلال هذا هو آفة هذا الطريق، وقد مضى كلام النقاد عنه بالحديث الماضى؛ ولم يحسن أحد فيه القول، بل ضعفوه جميعًا، اللَّهم إلا ما كان من البخارى وحده، فإنه قال: "مقارب الحديث" وكان حسن الرأى فيه كما نقله عنه الترمذى في علله الكبير [ص ٤٤٦]، لكنه قال أيضًا: "عنده مناكير" كما نقله عنه الحافظ في "التهذيب" [١١/ ٨٥]، وقد ساق له ابن عدى هذا الحديث من مناكيره في ترجمته من "الكامل" وقال في ختامها: "عامة ما يروى: ما لا يتابعه الثقات عليه". وبه أعله العراقى في "المغنى" [٤/ ٣٠]، والبوصيرى في "إتحاف الخيرة" [٨/ ٧٥] أما الهيثمى: فإنه قال في "المجمع" [٣/ ٤٣]: (أبو ظلال ضعفه أبو داود والنسائى وابن عدى؛ ووثقه =