للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَتَوَضَّؤُوا"، فجاءوا فجعل يصب عليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى توضؤوا، وأذن رجلٌ منهم وأقام، قال: فصلى بهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقال لصاحب الميضأة؟ "ازْدَهِرْ بِمَيْضَأَتِكَ، فَسَيَكُونُ لَهَا نَبَأٌ"، فركب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه قِبَلَ الناس، فقال لأصحابه: "مَا تَرَوْنَ النَّاسَ فَعَلُوا؟ " قالوا: الله ورسوله أعلم، قال لهم: "إِنَّ فِيهِمْ أَبَا بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَسَيُرْشِدَانِ النَّاسَ"، فقدم الناس وقد سبق المشركون إلى ذلك الماء، فشق على الناس، وعطشوا عطشًا شديدًا وركابهم ودوابهم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أَيْنَ صَاحِبُ الميْضَأَة؟ " قال: ها هو ذا يا رسول الله، قال: "جِئْ بِمَيْضَأَتِكَ"، فجاء بها وفيها شئٌ من ماءٍ، فقال لهم كلهم: "تَعَالَوْا فَاشْرَبُوا"، فجعل يصب لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى شربوا كلهم، وسقوا دوابهم وركابهم، وملؤوا كل إداوةٍ وقربةٍ ومزادةٍ، ثم نهض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه إلى المشركين، فبعث الله ريحًا فضربت وجوه المشركين، وأنزل الله تبارك وتعالى نصره، وأمكن من أدبارهم، فقتلوا منهم مقتلةً عظيمةً، وأسروا أسارى كثيرةً، واستاقوا غنائم كثيرة، ورجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والناس وافرين صالحين.

٤٢٣٩ - حَدَّثَنَا موسى بن محمد بن حيان، حدّثنا عبد الملك بن عمرو، حدّثنا سعيد بن سليمٍ الضبى، قال: سمعت أنس بن مالكٍ يقول: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا سافر أو غزا، أردف كل يومٍ رجلا من أصحابه، قال: فكان رديف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - معاذ بن جبلٍ، فناداه وهو رديفه، فقال: "يَا مُعَاذُ بْنُ جَبْلٍ قلت: لبيك يا رسول الله، قال: "هَلْ تَدْرِى مَا حَقُّ اللهِ عَلَى الْعِبَادِ؟ أَنْ يَشْهَدُوا أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأَنْ يَعْبُدُوهُ لا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا"، فكرر هذا الحديث ثلاث مراتٍ، ثم نادى، فقال: "يَا مُعَاذ قال: لبيك يا رسول الله، قال: "هَلْ تَدْرِى ما حَقُّ الْعِبادِ عَلَى اللهِ إِذَا فَعَلُوا


٤٢٣٩ - صحيح دون الفقرة الأولى فقط: أخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبي - صلى الله عليه وسلم -" [رقم ٧٢٥]، والبغوى في الأنوار [رقم ٤٠١/ طبعة دار الضياء] والبخارى في "تاريخه" [٣/ ٤٨٠]، وغيرهم من طرق عن سعيد بن سليم الضبى عن أنس به .... وهو عندهم بالفقرة الأولى منه فقط، دون قوله: (فكان رديف ... إلخ). =

<<  <  ج: ص:  >  >>