للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤٢٥٨ - حَدَّثَنَا عبد الله بن عمر بن أبان، حدّثنا عبد الرحمن بن محمدٍ، عن محمد بن إسحاق، عن يزيد بن أبى حبيبٍ، عن ابن سنان سعد الكندى، عن أنس بن مالكٍ، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ، لا يَضَعُ اللهُ رَحمَتَهُ إِلا عَلَى رَحِيمٍ،" قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، كُلُّنَا يَرْحَمُ، قَالَ: "لَيْسَ بِرَحْمَةِ أَحَدِكُمْ صَاحِبَهُ يُرْحَمُ النَّاسُ كَافَةً".


= وفى الباب: مراسيل، منها الضعيف والمقبول، وقد أشرنا إلى طرق الحديث مع بيان ضعفها في تعليقنا على "ذم الهوى" [١/ رقم ٢٠٧]، ولا يصلح الحديث للتقوية بشواهده إن شاء الله. ولبعض فقراته شواهد ثابتة. والله المستعان.
٤٢٥٨ - ضعيف: أخرجه العراقى في "مجلس من أماليه" [رقم ٨٦]، من طريق محمد بن إسحاق عن يزيد بن أبى حبيب عن سنان بن سعد عن أنس به ....
قال العراقى: (هذا حديث حسن غريب) ثم ذكر الاختلاف في اسم سنان بن سعد،؛ وكذا في حاله، وهو شيخ ضعيف مختلط كما مضى شرح ذلك في الحديث السابق [برقم ٢٤٥٣].
وكذا في سنده: عنعنة ابن إسحاق، وهو مدلس مكثر، وبه أعله الهيثمى في "المجمع" [٨/ ٣٤١]، ولم ينفرد به سنان بن سعد أو سعد بن سنان عن أنس، بل تابعه عليه: أخشن السدوسى عن أنس مرفوعًا: (لا يدخل الجنة منكم إلا رحيم، قالوا: يا رسول الله كلنا رحيم، قال: ليس رحمة أحدكم نفسه وأهل بيته حتى يرحم الناس) أخرجه البيهقى في "الشعب" [٧/ رقم ١١٠٥٩]، وفى "الآداب" [رقم ٣٣]، بإسناد صحيح إلى أخشن به ....
وأخشن شيخ غائب الصفة، لم يرو عنه سوى واحد، ولم يوثقه إلا ابن حبان وحده، وقد ذكره الحافظ الحسينى في "الإكمال" وقال: "مجهول" وللحديث شاهد عن أبى هريرة مرفوعًا به نحو اللفظ الماضى: عند ابن راهويه [٤٠١]، ومن طريقه الطبراني في "مسند الشاميين" [٣/ ٢٣٥٤].
وسنده منكر، وله شاهد آخر، ولكن من مراسيل الحسن البصرى عند الحسين بن حرب في زوائده على زهد ابن المبارك [رقم ٩٩٠]، وإسناده ثابت إليه، إلا أن مراسيل الحسن كالماء إذا قبضت عليه، والثابت في هذا الباب، إنما هو مثل حديث جرير البجلى عند الشيخين: (لا يرحم الله من لا يرحم الناس) والله المستعان.
• تنبيه: الراوى عن ابن إسحاق هذا الحديث: (عبد الرحمن بن محمد) هو المحاربى الثقة المعروف؛ وقد وصفه أحمد والعجلى بالتدليس، فربما أعله بعضهم بعنعنته، وليس بشئ؛ لكون تدليسه من قبيل الإرسال الخفى، ولو صح أنه يدلس الإسناد؛ فهو مقل منه؛ بحيث لا يليق الإعلال بعنعنته أصلًا، فانتبه يا رعاك الله.

<<  <  ج: ص:  >  >>