للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= "الأوسط" وفيه عبيد الله أو عبد الله بن دهقان، روى عنه روح - يعنى ابن عبادة - عن هشام بن حسان، ولم يُضعِّفه أحد؛ وبقية رجاله رجال الصحيح".
وابن دهقان هذا: مع الاختلاف في اسمه، فلم يوثقه معتبر، ولم يذكروا راويًا عنه سوى هشام بن حسان وحده، نعم نص ابن حبان في ترجمته من "ثقاته" [٥/ ٦٨]، على أن هشام بن عروة قد روى عنه أيضًا. قال الحافظ في "التعجيل" [ص ٢٢٠]: "إن كانت رواية هشام بن عروة عنه محفوظة؛ فقد تبين أنه ليس بمجهول".
قلتُ: يعنى ليس بمجهول العين، كأنه يرد بهذا على شيخ شيوخه: الحافظ الحسينى؛ فإنه ذكره في "الإكمال" وقال: "مجهول".
وعلى كل حال: فالرجل يدور حاله بين الجهالتين، فإن زالت عنه إحداهما لزمته الأخرى، أعنى زوال جهالة عينه. وقد اختلف في سنده أيضًا، فرواه جماعة من "الثقات": منهم روح بن عبادة ويزيد بن هارون وأسد بن عبيدة وعبد الأعلى النرسى وخالد بن الحارث وغيرهم كلهم عن هشام بن حسان على الوجه الماضى؛ وخالفهم جميعًا: هشام بن عمار، فرواه عن هقل بن زياد فقال: عن هشام بن حسان عن يحيى بن أبى كثير عن أبى سلمة عن أبى هريرة مرفوعًا بلفظ: (ليأكل أحدكم بيمينه، وليشرب بيمينه؛ وليأخذ بيمينه، وليعط بيمينه؛ فإن الشيطان يأكل بشماله، ويشرب بشماله، ويعطى بشماله، ويأخذ بشماله).
هكذا أخرجه ابن ماجه [٣٢٦٦]، قال: حدّثنا هشام بن عمار ثنا الهقل بن زياد به ...
قال البوصيرى في "مصباح الزجاجة" [٢/ ١٦٠]: "هذا إسناد صحيح رجاله ثقات" ..
قلتُ: كذا قال، وقبله صحح سنده المنذرى في "ترغيبه" [٣/ ٩٣]، والصواب أن هذا إسناد منكر، والمحفوظ فيه هو الوجه الأول؛ والغالط فيه: هو هشام بن عمار، فهو مع صدقه وعلمه كان قد تغير لما كبر وشاخ، حتى صار ألعوبة في أيدى جماعة من سفهاء أهل الشام، كلما لقنوه تَلقَّن، وهذه مصيبة لا كاشف لها.
وقد سئل أبو حاتم الرازى عن هذا الطريق كما في "العلل" [رقم ١٢٥٨]، فقال: "هذا خطأ، وكذا حدّثناه هشام - يعنى ابن عمار - وقد حدثنى الأنصارى - هو القاضى الإمام البصرى - عن هشام بن حسان عن عبيد الله بن دهقان مولى أنس عن أنس عن النبي - صلى الله عليه وسلم -".
قلتُ: فهذا هو الصواب عن هشام. لكن للحديث - بلفظ المؤلف مع الزيادة - شواهد عن =

<<  <  ج: ص:  >  >>