للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

النبي - صلى الله عليه وسلم - يعوده، فقال: "أَتَشْهَدُ أَنْ لا إِلَه إِلا اللهُ، وَأَنِّي وَسُولُ اللهِ؟ " قال: فجعل ينظر إلى أبيه، فقال له: قل كما يقول لك محمدُ، فقال، فقبل، ثم مات، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه: "صَلّوْا عَلَى صَاحِبِكُمْ".


= قلتُ: كلا، فإن شريك القاضى كان ضعيف الحفظ على إمامته في السنة، ولم يخرج له مسلم إلا ما تابعه الثقات عليه؛ وأيضا: فإنه ليس لشريك رواية عن (عبد الله بن عيسى) في "صحيح مسلم" ولا لعبد الله بن عيسى عن (عبد الله بن جبر) فكيف يكون الحديث على شرط مسلم؟! وعبد الله بن عيسى وشيخه من "الثقات" المشاهير المحتج بهم في "الصحيح" لكن عبد الله بن جبر [ووقع عند الحاكم: (عبد الله بن جبير) وهو تصحيف]، قد اختلف في اسمه على ألوان، استوفاها الحافظ في "تهذيبه" [٥/ ٢٨٢]، وحصر الخلاف فيه على قوليه: (عبد الله بن عبد الله بن جابر) و (عبد الله بن عبد الله بن جبر)، يعنى أن الخلاف في اسم جده، هل هو (جبر) أم: (جابر) ورجَّح الخطيب البغدادى في كتابه "رافع الارتياب" كما في "التهذيب" [٥/ ٢٨٢].
الوجه الثاني، فقال: "الصواب: عبد الله بن عبد الله بن جبر ... " ثم قال: "والكوفيون يضطربون فيه" وقد فرق بينهما ابن أبى حاتم والنسائى وغيرهما، وهو الذي جزم به الحافظ في ختام ترجمته من "التهذيب"، لكنه ناقض نفسه، فإنه قبل ذلك لما نقل التفرقة بينهما عند النسائي وابن أبى حاتم، قال: "والصواب: أنهما رجل واحد" والظاهر عندى: أنهما رجلان، وكلاهما ثقة.
والمراد منهما هنا: هو (عبد الله بن عبد الله بن جبر). وكان شريك القاضى إذا روى عن عبد الله بن عيسى عنه: نسبه إلى جده، فقال: (عن عبد الله بن جبر) كما وقع في سنده هنا، وأشار إلى ذلك الحافظ في "تهذيبه".
• والحاصل: أن الحديث آفته: شريك القاضى، وله طريق آخر صحيح يرويه ثابت البنانى عن أنس به نحوه. دون قوله في آخره: (صلوا على صاحبكم) مضى عند المؤلف [برقم ٣٣٥٠]، ولتلك الجملة في آخره: شاهدان من رواية عائشة وصفوان بن عسال؛ أما حديث عائشة فباطل لا أصل له. وأما حديث صفوان: فسنده لا يثبت، وقد استوفينا الكلام عليهما في "غرس الأشجار" وكذا الكلام على أحاديث الباب. والله المستعان.
• تنبيه: الحديث ذكره الهيثمى في "المجمع" [٣/ ١٥٦]، وقال: "رواه أبو يعلى، ورجاله رجال الصحيح" كذا، وقد غفل غفلتين: =

<<  <  ج: ص:  >  >>