للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= فقال: "وروى عن سفيان الثورى ... " وساقه كما مضى. وهذا اللفظ هو المحفوظ في حديث أنس كما يأتي بعد قليل.
ثم جاء معاوية بن هشام، وخالف زائدة في سنده، إلا أنه وافقه في متنه، فرواه عن الثوري فقال: عن عبد الله بن جبر - نسب هنا إلى جده - عن أنس مرفوعًا: (يكفى من الوضوء: المد، ويكفى من الغسل الصاع)، فأسقط: عبد الله بن عيسى من سنده، هكذا أخرجه أبو عوانة [رقم ٤٨٥]، بإسناد صحيح إلى معاوية به .... ، لكن معاوية هذا قد تكلم جماعة في حفظه، ولما ذكره ابن معين ضمن أصحاب الثورى قال: "صالح وليس بذاك" كما في "تاريخه" [١/ ٦١/ رواية الدارمى].
وقال ابن عدى في ختام ترجمته من "الكامل" [٦/ ٤٠٧]: "وقد أغرب عن الثورى بأشياء" وهو كما قال وزيادة، ومن مارس حديثه: ظهر له أن معاوية كثير المخالفة لأصحاب الثورى في المتون والأسانيد، مع تفرده بما لم يأت به سواه عن سفيان.
ورواية زائدة وغيره عن الثورى بالإسناد الأول: هي المعتمدة بلا ريب، لكنى أرى أن الصواب في لفظ حديث سفيان هو ما نقله الترمذى عنه آنفًا، ويؤيده: أن عبد الله بن عيسى قد توبع عليه مثل هذا اللفظ: تابعه شعبة ومسعر وعتبة بن أبى حكيم وغيرهم، كلهم رووه عن عبد الله بن عبد الله بن جبر عن أنس: (أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يتوضأ بالمد، ويغتسل بالصاع إلى خمسة أمداد) هذا لفظ رواية مسعر عند البخارى [١٦٨]، ومسلم [٣٢٥]، وجماعة كثيرة؛ ونحوها رواية شعبة وعتبة وغيرهما.
وهذا أصح من رواية من رواه من طريق عبد الله بن عبد الله بن جبر عن أنس على غير هذا السياق، كما وقع في رواية زائدة عن الثورى كما مضى؛ وكما وقع في رواية عمارة بن رزيق عن عبد الله بن عيسى مثل رواية الثورى ...
كما ذكره الدارقطنى في "العلل" ونقله عنه ابن عبد الهادى في "التنقيح" [٢/ ١٧٣/ الطبعة العلمية] وقبل ذلك وقع في رواية أبى خالد الدالانى عن عبد الله بن عيسى كما عند المؤلف هنا، فهذا عندى وهم في أصل سياق الحديث.
والمحفوظ فيه: هو مثل ما اتفق عليه الشيخان، وشواهده بهذا اللفظ كثيرة جلها ثابت، أما لفظه عند المؤلف فله شواهد أيضًا إلا أنها كلها معلولة، ففى الباب، عن عقيل بن أبى طالب، =

<<  <  ج: ص:  >  >>