قلتُ: ومن هذا الطريق أخرجه البزار في "مسنده" [١/ رقم ٧٤٧/ كشف الأستار] وزاد: (أو بصلاة) ثم قال: "أحاديث عثمان بن سعد يخالف [كذا، ولعل الصواب: (تخالف)] الذي يروى عن أنس" وقال الدارمى عقب روايته: "عثمان بن سعد ضعيف". وهو كما قالا وأشد، وعثمان هذا ضعفه جمهور النقاد؛ ولم يوثقه إلا من لم يخبر حاله، فدع الشهاب البوصيرى يقول في "الإتحاف" [٣/ ٤٠]: "رواه أبو بكر بن أبى شيبة وأبو يعلى والبيهقى في "الكبرى" بسند رجاله ثقات". أما صاحبه الهيثمى فإنه قال في "المجمع" [٢/ ٥٧١]، بعد أن عزاه للمؤلف والبزار والطبرانى: "وفيه عثمان بن سعد، وثقه أبو نعيم - يعنى الفضل بن دكين - وأبو حاتم، وضعفه جماعة". قلتُ: أين ظفر الهيثمى بتوثيق أبى حاتم الرازى لمثل: (عثمان بن سعد) وهل قال أبو حاتم عنه إلا: (شيخ) يا أبا الحسن؟! وهنا مجازفة أخرى، فأتى الإمام في "الضعيفة" [٣/ ١٥٥]، وقال: "عثمان هذا - يعنى ابن سعد - متفق على تضعيفه، وقال الحافظ ابن حجر في "التقريب": ضعيف". قلتُ: كأنه فهم من تضعيف الحافظ له في "التقريب" أن ذلك متفقًا عليه بين سائر النقاد، وهذه هي الغفلة بعينها، وكيف فاته الوقوف على ترجمة الرجل من "التهذيب"، وفيه توثيقه عن أبى نعيم الملائى وأبى جعفر البُسْتى وأبي عبد الله الحاكم. والحديث صححه الحاكم، وتعقبه الذهبى في مواضع من "تلخيص المستدرك"، قال في بعضها: "وعثمان لين" وكذا رد الحافظ تصحيح الحاكم له وقال: "غلطوه فيه" ثم قال هو عن الحديث: "حسن غريب" كما نقله عنه المناوى في "الفيض" [٥/ ١٩١]، مع أنه هو الذي جزم بضعف عثمان في "تقريبه" فلعله حسنه لشواهده، وهى تالفة ما فيها خير. =