ولم يفعل حماد شيئًا، لأنه وإن كان صحيح السماع من الجريرى كما يقول العجلى، لكن لم يكن بحيث يقدم قوله على قول من رواه عن الجريرى على الوجه الأول، وفيهم من هو أتقن من حمادٍ وأثبت، فكيف وحماد قد تغير حفظه بأخرة حتى قيل فيه ما قيل؟! ولا يزال عندنا من شيوخ الإسلام، وأئمته الأعلام، وإن كره ذلك من كره من صنوف المتجهمة. * فالحاصل: أن الوجه الأول هو المحفوظ في هذا الحديث عن الجريرى، وعليه توبع: تابعه كهمس بن الحسن عن عبد الله بن شقيق به نحوه ... عند أحمد [٦/ ٢٤١]- ولفظه مختصر - والحاكم [٣/ ٧٧]، والمؤلف [برقم ٤٨٠٠]، وابن عساكر في "تاريخه" [٣٠/ ١٣٧]، وغيرهم من طرق عن كهمس عن ابن شقيق عن عائشة به. قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه" وتابعه الذهبي قائلًا: "على شرط البخاري ومسلم". قلتُ: كلا؛ فإن عبد الله بن شقيق لم يحتج به البخاري أصلًا، بل لم يرو له شيئًا، إنما الحديث على شرط مسلم وحده، .. واللَّه المستعان. ٤٧٣٣ - صحيح: أخرجه البخاري [٣٠٨]، ومسلم [٣٣٢]، والنسائي [٢٥١]، وابن حبان [١١٩٩]، والشافعي [٦٦]، والحميدي [١٦٧]، والبيهقي في "سننه" [٨٣١]، وفى "المعرفة" [رقم ٣٩٥]، وأبو عوانة [رقم ٧٠٨] و [٧٠٩]، والبغوي في "شرح السنة" [١/ ٢٠٥]، وابن عساكر في "المعجم" [رقم ٨٦٢]، وأبو الحسين بن بشران في "الجزء الأول من فوائده" [رقم ١٧٣/ ضمن مجموع أجزاء حديثية]، وابن النجار في "التاريخ المجدد لمدينة السلام" [٥/ ٣٥]، وغيرهم من طرق عن ابن عيينة عن منصور بن عبد الرحمن بن طلحة الحجبي عن أمه صفية بنت شيبة عن عائشة به نحوه.=