قلتُ: وهذا إسناد منكر، وفيه علتان: الأولى: بقية بن الوليد صدوق مشهور؛ لكنه كان يدلس التسوية، وقد صرح بالسماع من شيخه عند ابن ماجه والطبرانى في "مسند الشاميين" وابن عدى، لكن هذا لا يكفينا، ولا نرضى منه بدون تصريح شيخه بسماعه هو الآخر، وذلك على الأقل. والثانية: هي قول البوصيرى في "مصباح الزجاجة" [١/ ٥٣٦]: "إسناده ضعيف؛ لضعف الزبيدى، واسمه سعيد بن عبد الجبار؛ بَيَّنه أبو بكر ابن أبى داود". وبه أعله جماعة من المتأخرين؛ وأنكره عليه ابن عدى في "الكامل" وقال في ختام ترجمته بعد أن ساق له جملة من مناكيره: (وليس هو بكثير الحديث، وعامتها ليست بمحفوظة) وقبل ذلك قال في أول ترجمته: "شيخ مجهول، وأظنه حمصيّا؛ حدث عنه بقية بن الوليد وغيره؛ حديثه ليس بالمحفوظ". وكأن البيهقى تابعه على تجهيله، فقال عقب روايته: (وسعيد الزبيدى من مجاهيل شيوخ بقية؛ ينفرد بما لا يتابع عليه) وأقره النووى على هذا في "المجموع" [٦/ ٣٤٨]، وزاد: (قلتُ: وقد اتفق الحفاظ على أن رواية بقية عن المجهولين: مردودة" وتعقبهم الحافظ في "التلخيص" [٢/ ١٩٠]، فقال: (وليس سعيد بن أبى سعيد بمجهول، بل هو ضعيف، واسم أبيه: "عبد الجبار" =