قال أبو نعيم: "غريب، تفرد به يوسف عن عطاء" وقال البيهقى: "تفرد به يوسف بن ميمون، وهو منكر الحديث". قلتُ: ويوسف هذا قال عنه أحمد: "ضعيف ليس بشئ" وقال أبو زرعة: "واهى الحديث" وقال أبو حاتم: "ليس بالقوى، منكر الحديث جدًّا" وكذا قال البخارى؛ وهو من رجال ابن ماجه وحده؛ وبه أعله البوصيرى في إتحاف الخيرة [٧/ ١٤٧]، وأشار إليه المنذرى في "الترغيب" [٤/ ٤٦]، وقال الهيثمى في "المجمع" [١٠/ ٣٣١]: "رواه أبو يعلى، وفيه يوسف بن ميمون، وثقه ابن حبان وضعفه الجمهور، وبقية رجاله رجال الصحيح". قلتُ: وماذا يجديه توثيق ابن حبان له؟! بل لا عبرة به كما يقول الذهبى في "الكاشف" [٢/ ٤٠١/ ترجمة يوسف]، ثم إن ابن حبان قد نقض غزله، وعاد وأورده في "المجروحين" [٣/ ١٣٤]، وقال: "كان ممن يقلب الأسانيد ويلزق المتون الموضوعة، بالأسانيد الصحيحة، ويحدث بها، لا يجوز الاحتجاج به بحال" ثم أسند عن ابن معين أنه قال: "يوسف بن عطية الصفار ليس حديثه بشئ" وهذا القول هو الموافق لقول النقاد في يوسف. وقد رُوِىَ الحديث موقوفًا على عائشة به نحوه في سياق أتم عند هناد في "الزهد" [٢/ رقم ٨٩٦]، وابن المبارك في "الزهد" [رقم ٦٧]، وأبى داود في "الزهد" [رقم ٣٢٦]، ورجاله ثقات أئمة، إلا أنه منقطع، غير أنه الأشبه من المرفوع، واللَّه المستعان، وأخرجه ابن دقيق العيد في "الإمام" كما في "البدر المنير" [١/ ٥٦١]، من طريق أشعث بن عبد الرحمن بن زبيد الأيامى عن عبد الله بن سعيد بن أبى سعيد المقبرى عن أبيه عن أبى سلمة عن عائشة به.=