قال الإمام في "الصحيحة" [١/ ٣٢١]: "هذا إسناد جيد، وهو على شرط مسلم .... " وقبله قال الهيثمى في "المجمع" [٣/ ٣٧٥]، بعد أن عزاه لأحمد والمؤلف والبزار: "ورجال أحمد رجال الصحيح". قلتُ: وهذا وهم مكشوف من الرجلين، فليس سنده جيدًا على شرط مسلم أصلًا، ولا رجال أحمد رجال "الصحيح" قطعًا، وغفل الرجلان عن كون (عبد السلام) في سنده هو: (ابن أبى الجنوب البصرى) ذلك الضعيف الواهى، وفى ترجمته ساق له ابن عدى هذا الحديث في الكامل، وقاك عقبه: "وعبد السلام في هذا الإسناد، يقال: إنه ابن أبى الجنوب، حدث عنه سعيد بن أبى عروبة بهذا الحديث، وعبد السلام بن أبى الجنوب بعض ما يرويه لا يتابع عليه منكر". قلتُ: وهذا الرجل من رجال ابن ماجه وحده، وقد وقع غير منسوب عند الجميع، فلم يعرفه الحسينى في "الإكمال" وقال: "مجهول" فتعقبه الحافظ في، "التعجيل" [ص ٢٥٩]، قائلًا: "وتبعه ابن شيخنا - يعنى ولى الدين بن الزين العراقى - فقال: "لا يعرف" وكنت أظن أنه ابن حرب المخرج له في "الصحيح" ثم ظهر لى: أنه ابن أبى الجنوب". ثم أيد ذلك بكون ابن عدى قد ساق هذا الحديث في ترجمة (عبد السلام بن أبى الجنوب) من "الكامل" ثم قال الحافظ: (فظهر أنه معروف، ورواية ابن أبى عروبة عنه من رواية الأقران، وابن أبى الجنوب ضعيف عندهم؛ ولم أر له رواية عن حماد بن أبى سليمان". قلتُ: والظاهر أيضًا: أن الإمام في (الصحيحة) وقبله الهيثمى في "المجمع" قد ظنا أن عبد السلام في سنده هو (ابن حرب اللائى) الحافظ الصدوق المشهور، فقالا ما قالاه، =