للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= الحافظ عنه بـ "التقريب": "صدوق يخطئ، ورُمى بالرفض" فيه تساهل لا يخفى، والأولى أن يقال: (متروك رافضى خبيث) وقد صح عنه تناوله لأمير المؤمنين عثمان - رضى الله عنه - وهذا وحده كاف لسقوط عدالته البتة، فدعك من قول من أحسن الظن به، ولم يقف على دخائله، وكل من: يبلغ به حبه لعليّ بن أبى طالب - رضى الله عنه - إلى الطعن في غرمائه عنده - من الصحابة، فهو رافضى بغيض.
نعم: قد توبع هذا اليونس في روايته على اللون الثالث! فرواه الطيالسى [٢٥٧٩]- طبعة دار المعرفة - و [رقم ٢٧٠٢/ طبعة دار هجر]، قال: حدثنا شعبة عن يعلى بن عطاء قال سمعت أبا علقمة، قال شعبة: وحدثنى يونس بن خباب [في طبعة المعرفة (قباب)] سمع أبا علقمة عن أبى هريرة، ولم يرفعه يعلى إلى أبى هريرة، قال: قال: من قال أسأل الله الجنة ... إلخ.
قال البوصيرى في "إتحاف الخيرة" [٦/ ١٦٩]: (إسناد الطيالسى الأول: على شرط مسلم).
قلتُ: بل رجاله رجال مسلم؛ وليس على شرطه؛ وظاهره أنه مقطوع على أبى علقمة، وهكذا جزم به العلق على "مسند الطيالسى" [٤/ ٣٠٥/ طبعة دار هجر]، وهكذا نقل الحافظ في "المطالب" [رقم ٣٥١١]، والبوصيرى في "الإتحاف": إسناد الطيالسى كما هنا، لكن نقل ابن القيم في "حادى الأرواح" [ص ٦٤]، إسناد الطيالسى الثاني، وفيه: (عن أبى هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .... ).
وهذا مرفوع، وهكذا خرجه أبو نعيم في "صفة الجنة" من طريق يونس بن حبيب - وهو راوى مسند الطيالسى - عن الطيالسى بإسناده به مرفوعًا.
قلتُ: وهذا الإسناد ظاهره الوقف على أبى هريرة: في مطبوعة "مسند الطيالسى" وعنه الحافظ في "المطالب" و"الإتحاف" فالذى أراه: أن الأصح: هو ما نقله ابن القيم في "حاديث الأرواح" ويؤيده: رواية أبى نعيم السابقة؛ ويكون (ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - قد سقط من "مسند الطيالسى" وكأنه سقْطٌ قديم، بدلالة نقل الحافظ والبوصيرى لإسناده كما مضى، وعليه يكون المراد من قول الطيالسى: "ولم يرفعه يعلى إلى أبى هريرة" يعنى بروايته عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وإنما اكتفى بقوله: (عن أبى علقمة قال قال أبو هريرة ... ) وذكره موقوفًا عليه.
* فالحاصل: أن الحديث عند الطيالسى له إسنادان:
الأول: منهما موقوف. =

<<  <  ج: ص:  >  >>