قلتُ: ومن هذا الطريق أخرجه البزار في "مسنده" [٢/ رقم ١٩٧٧/ كشف الأستار]، بإسناده عن عبد الله به ... وزاد: (وحسن الخلق) وهذه الزيادة عند الآخرين أيضًا. وأخرجه أبو بكر الجصاص في "أحكامه" [٣/ ٢٦٧] و [٤/ ٢٦٧]، من هذا الوجه أيضًا مع الزيادة. وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح معناه، يقرب من الأول - يعنى من الحديث الماضى قبله - غير أنهما - يعنى الشيخين - لم يخرجاه عن عبد الله بن سعيد". وقال البيهقى: "تفرد به أبو عباد عبد الله بن سعيد عن أبيه". وقبله قال البزار: "لم يتابع عبد الله بن سعيد على هذا، وتفرد به". قلتُ: وتعقبه الهيثمى في "كشف الأستار" [٢/ ٤٠٨]، قائلًا: "قلتُ: قد توبع عليه "كذا قال، وهذه مجازفة منه لا عدمناها، وأين له متابعة عبد الله بن سعيد عن أبيه؟! والظاهر: أنه يعنى المتابعة بالمعنى الأعم، فإن للحديث طريقًا آخر عن أبى هريرة عند البزار كما يأتى؛ فكأنه هو مراد الهيثمى بالمتابعة، لكن لا يحسن التعقب على البزار بمثل هذا المعنى البعيد. ومدار الحديث - من هذا الوجه - على (عبد الله بن سعيد المقبرى) وهو شيخ واه ساقط الحديث، تركه جماعة من حذاق النقاد، وضعفه الباقون، وكان مغرمًا برواية الغرائب والمناكير عن أبيه وجده، وقد اضطرب في سنده هنا، تارة يجعله (عن أبيه عن أبى هريرة به ... ) وتارة يُسْقِط أباه، ويجعله (عن جده عن أبى هريرة به ... ) والوجهان تالفان؛ لأن مرجعهما إليه، وهو من رجال الترمذى وابن ماجه؛ وبه أعله الهيثمى في "المجمع" [٨/ ٤٩]، وقبله: أنكره عليه ابن عدى، وساقه له في ترجمته من "الكامل" وتبعه على ذلك: الذهبى في "الميزان" [٢/ ٤٢٩]. وللحديث: طريق آخر: يرويه أحمد بن الوزير عن عاصم عن طلحة عن عطاء عن أبى هريرة به نحوه ... وزاد: (وحسن الخلق) أخرجه البزار [٢/ رقم ١٩٧٨/ كشف]، قال: حدثنا أحمد به. =