وسياق ابن أبى عاصم نحو سياق أبى داود، وسياق الترمذى في أوله هكذا: (أهدى رجل من نبى فزارة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ناقة من إبله التى كانوا أصابوا بالغابة، فعوضه منها بعض العوض؛ فتسخَّطه؛ فسمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على هذا المنبر يقول: إن رجالًا من العرب يهدى أحدهم الهدية، فأعوضه منها بقدر ما عندى ..... إلخ) .. ونحوه باختصار عند البخارى أيضًا. قال الترمذى: "هذا حديث حسن". قلتُ: ولم يذكر ابن إسحاق فيه سماعًا، وهو قبيح التدليس عندهم، وقد خولف فيه ابن إسحاق، خالفه ابن عجلان ومسعر وأبو معشر السندى وأيوب بن أبى سكين أبو العلاء وغيرهم، كلهم رووه عن سعيد المقبرى بإسقاط أبيه من سنده، وهذا هو المحفوظ من روايات هؤلاء جميعًا. وأصحها: رواية ابن عجلان: وهى عند الحميدى [٤٥٣]، وأحمد [٢/ ٢٤٧]، والبيهقى في "سننه" [١١٨٠١]، والحاكم [٢/ ٧١]، وعبد الرزاق [١٩٩٢١]، ومن طريقه النسائي [٣٧٥٩]، وغيرهم من طرق عن ابن عجلان عن سعيد المقبرى عن أبى هريرة به نحوه في سياق أتم، وهو عند أحمد وعبد الرزاق ومن طريقه النسائي مختصرا دون القصة في أوله. قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم". قلتُ: ابن عجلان قد نص الحافظ وغيره على أن مسلما لم يحتج به، إنما أخرج له في المتابعات وحسب ... والإسناد قوى على كل حال. وطريق مسعر: عند ابن أبى شيبة [٣٣١٦٥/ طبعة عوامة]، مختصرا دون القصة في أوله، وسنده صحيح أيضًا.