قلتُ: وهذا إسناد ضعيف معلول، رجاله كلهم ثقات سوى عياض بن عبد الله، وهو ابن عبد الرحمن القرشى الفهرى، وهو شيخ مدنى مختلف فيه، وكان مسلم ينتقى من حديثه ما تابعه الثقات عليه؛ ورواية عبد الله بن وهب عنه خاصة قد تكلم فيها الحافظ الساجى، وقد اختلف في سنده الحديث على سعيد المقبرى على ثلاثة ألوان، وقد شرحناها في "غرس الأشجار بتخريج منتقى الأخبار". والمحفوظ عنه: هو ما رواه الليث بن سعد عنه عن عون بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود عن عم أبيه عبد الله بن سمعود به نحوه في سياق طويل، هكذا أخرجه الشاشى في "مسنده" [٢/ رقم ٩٠١]، بإسناد صحيح إلى الليث به. قلتُ: وهذا الوجه هو الذي صححه الدارقطنى عن سعيد المقبرى، كما نقله عنه ابن رجب في "فتح البارى" [٣/ ٢٨٩]. ثم قال ابن رجب: "وهو منقطع، عون لم يسمع من ابن مسعود". قلتُ: لم يختلف أحد في ذلك أصلًا، راجع "جامع التحصيل" [ص ٢٤٩]. وللحديث: شاهد صحيح ثابت في "صحيح مسلم" من حديث عمرو بن عبسة في سياق طويل، ولكن دون تمام سياقه هنا، ولأكثر فقراته: شواهد ثابتة عن جماعة من الصحابة بمعناه.