والثانى: يرويه أبو معشر أيضًا عن سعيد المقبرى عن أبى هريرة به. قلتُ: وهذا إسناد ضعيف؛ لضعف أبى معشر، وهو نجيح بن عبد الرحمن السندى، لكن للحديث: طرق أخرى عن أبى هريرة به ... وقد خرجناها في "غرس الأشجار". نذكر منها طريقًا واحدًا: وهو ما رواه العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب المدنى عن أبيه عن أبى هريرة مرفوعًا: (جزوا الشوارب، وأرخوا اللحى، خالفوا المجوس) أخرجه مسلم [٢٦٠]، وأحمد [٢/ ٣٦٥، ٣٦٦]، والبيهقى في "سننه" [٦٧٣]، وفى "المعرفة" [رقم ٣٣٩] و [٣٤٠]، وأبو عوانة [رقم ٤٦٥]، وأبو نعيم في "المستخرج" [رقم ٦٠٣]، وغيرهم من طرق عن العلاء به. قلتُ: وإسناده صالح، وفى الباب عن جماعة من الصحابة. ٦٥٨٩ - منكر بهذا السياق: أخرجه البزار في "مسنده" [١/ رقم ٢٦٥/ كشف الأستار]، من طريق جابر بن إسحاق عن أبى معشر نجيح بن عبد الرحمن السندى عن سعيد المقبرى عن أبى هريرة به نحوه .... وليس عند قوله: (ثم استنثر ومضمض). قال الهيثمى في "المجمع" [١/ ٥٤٣]: "رواه أبو يعلى والبزار، وأبو معشر: يكتب من حديثه: الرقاق والمغازى وفضائل الأعمال، وبقية رجال رجال الصحيح". قلتُ: أنا أكاد أجزم بكون الهيثمى لا يدرى معنى ما يكتبه هنا، فإن مفهوم كلامه: أن أبا معشر لا يكتب حديثه في الأحكام ونحوها، يعنى أنه متروك فيها؛ ومحتمل في غيرها، مع كونه قد جزم بضعف أبى معشر مطلقًا في مواضع من "المجمع" [٢/ ١٦٨] و [٤/ ١٨١]، وتارة يقول عنه: "وهو أقرب إلى الصدق" كما في [٢/ ٣٨٣] , وفى مواضع أخرى: يشير إلى كلام النقاد فيه دون ترجيح بينهم، فالظاهر: أنه كان يضطرب في شأن الرجل، كما كان يضطرب في ابن لهيعة وليث بن أبى سليم وغيرهم من الضعفاء. =