قال ابن الجوزى: "هذا حديث لا يصح، قال ابن حبان: الغفارى يضع الأحاديث، وأما عبد الرحمن: فاتفقوا على تضعيفه". قلتُ: وعبارة ابن حبان في "المجروحين": "هذا خبر باطل، فلست أدرى البلية فيه منه - يعنى من عبد الله الغفارى - أو من عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، على أن عبد الرحمن ليس هذا من حديثه المشهور، فكأن القلب إلى أنه من عمل عبد الله بن أبى عمرو - يعنى الغفارى - أميل". قلتُ: وقد عَلَّق هذا الحديث في ترجمة عبد الله بن إبراهيم الغفارى من كتابه [٢/ ٣٧]، وكان قد قال في أول ترجمته: "كان ممن يأتى عن الثقات: المقلوبات، وعن الضعفاء: الملزوقات" وهكذا أنكره عليه ابن عدى في "الكامل" وقال في ختام ترجمته: "ولعبد الله بن إبراهيم غير ما ذكرنا من الحديث عمن يرويه عنه، وعامة ما يرويه لا يتابعه الثقات عليه". وكذا أنكره عليه الذهبى في "الميزان" [٢/ ٣٨٨]، وقال من حديثه: "باطل" وأعله به أيضًا في ترجمة (محمد بن عبد الله بن يوسف أبى بكر الهلال) من "الميزان" [٣/ ٦١٠]، فقال: "قلتُ: الغفارى متهم بالكذب" وقال في "تلخيص الموضوعات" [ص ٤٦]: "الغفارى متهم" وبه: أعله الهيثمى أيضًا في "المجمع" [٩/ ١٩]، فقال: "رواه أَبو يعلى والطبرانى في "الأوسط": وفيه عبد الله بن إبراهيم الغفارى، وهو ضعيف". قلتُ: كذا تسامح في شأن الرجل، مع كونه هالكًا جدًّا، قد أسقطوه فسقط على أم رأسه، وهو من رجال الترمذى وابن ماجه فراجع ترجمته في "التهذيب وذيوله". وبه أيضًا: أعله جماعة ممن ألفوا في "الموضوعات". وانفرد البوصيرى - وحده - في "إتحاف الخيرة" [٧/ ٦٠]، فقال: "رواه أبو يعلى الموصلى بسند ضعيف؛ لضعف عبد الرحمن بن زيد بن أسلم". =