والمحفوظ في هذا الطريق من رواية عبد الرزاق: ليس فيه (الأحنف بن قيس) نعم؛ قد خولف يحيى بن العلاء في سنده، خالفه إبراهيم بن طهمان والوليد بن أبي ثور وعمرو بن أبي قيس، وعنبسة بن سعيد كلهم رووه عن سماك بن حرب، بزيادة (الأحنف بن قيس) بين (عبد الله بن عميرة) و (العباس) وهذا هو المحفوظ عن سماك إن شاء الله؛ وكذا خالفوه في بعض سياقه أيضًا، وقد خرجنا رواياتهم في "فصل المقال ببيان بطلان حديث الأوعال". وذكرنا هناك: أن هذا الحديث منكر جدًّا، بل باطل ليس له أصل مرفوعًا بنقل الثقات، وأن في سنده عللًا شتى، يكفى منها جهالة (عبد الله بن عميرة) مع غمز البخاري في سماعه من الأحنف أيضًا، وكذا اضطراب سماك في سنده ومتنه، مع كونه كان قد ساء حفظه حتى صار يتلقن، وهذه مصيبة. وقد نهض الشمس بن القيم: وانتصر لصحة الحديث، وتابعه بعض المتأخرين على ذلك، وهو تساهل قبيح، قد كشفنا عواره في الرسالة المشار إليها آنفًا ... واللَّه المستعان لا رب سواه. • تنبيه: كان قد وقع في أصل سند المؤلف: (عن يحيى بن العلاء عن عمه شعيب ... ) فجاء حسين الأسد في طبعته [١٢/ ٧٥]، وأقحم في السند: (عن خالد) بدل: (عن عمه) ثم قال بالهامش: "في الأصلين: "عمه" وهو خطأ، والصواب ما أثبتناه، وانظر كتب الرجال". قلتُ: وهذا من غرائب هذا الرجل، لأنا قد نظرنا كتب الرجال: فوجدنا أبا حاتم الرازي قد جزم في ترجمة شعيب بن خالد من "الجرح والتعديل" [٤/ ٣٤٣]، بكونه عم يحيى بن العلاء، وليس خاله، وقال في ترجمة يحيى من "الجرح" [٩/ ١٧٩]: "ابن أخى شعيب بن خالد" وهكذا جزم المزي في ترجمة شعيب من "التهذيب" [١٢/ ٥٢١]، بكونه عم (يحيى بن العلاء) وقال في ترجمة يحيى [٣١/ ٤٨٤]: "ابن أخى شعيب بن العلاء ... ". =