وقال البزار عقبه: "لا نعلم أحدًا يروى هذا: إلا الحسن بن على بهذا الإسناد، وإسناده صالح، ولا نعلم حدَّث عن حفص إلا سكين". قلتُ: أما صلاح إسناده؛ فليس كما قال، وقد مضى أن (حفص بن خالد بن جابر) هو وأبوه وجده لم يؤثر توثيقهم إلا عن ابن حبان وحده، وهو فاحش التساهل كما قد علم؛ وقد رأيت الطبرى قد أخرجه في "تاريخه" [٣/ ١٦٤]، من طريق محمد بن سنان القزاز عن أبى عاصم النبيل عن سكين بن عبد العزيز قال: (أخبرنا حفص بن خالد قال: حدثنى أبى خالد بن جابر قال: سمعت الحسن يقول ... ) وذكره نحو السياق الآتى في الذي بعده. قلتُ: هكذا وقع عنده تصريح خالد بالسماع من الحسن، وقد مضى: أن خالدًا يرويه عن أبيه عن الحسن، وهذا هو المشهور؛ فأخشى أن يكون ذكر أبيه قد سقط من السند، كما وقع عند البزار، وربما كان سكين بن عبد العزيز قد اضطرب فيه ولم يضبطه. وسكين: وإن وثقه جماعة؛ إلا أن النسائي وأبا داود قد ضعفاه، فلعل هذا من ذاك، وهو شيخ متماسك على التحقيق؛ اللَّهم إلا فيما خولف فيه؛ أو ما أنكر عليه، وأراه لم يحفظ إسناد الحديث، وله فيه شيخ آخر: فرواه عن أبيه عبد العزيز بن قيس البصرى - وهو شيخ مجهول الحال - عن خالد بن جابر عن أبيه عن الحسن بن عليّ به نحوه في سياق أتم ... وهو الوجه الآتى. ٦٧٥٨ - ضعيف: قلتُ: وهذا إسناد ضعيف أيضًا؛ فيه جهالة حال عبد العزيز - والد سكين - ومن فوقه، ومن هذا الطريق: أخرجه ابن عساكر في "تاريخه" [٤٢/ ٥٨٢]. وقال ابن كثير في "البداية" [٧/ ٣٣٣]: "هذا حديث: غريب جدًّا، وفيه نكارة" وهو كما قال. ولشطره الثاني: طرق أخرى عن الحسن به نحوه ... ولا يصح منها شئ، واللَّه المستعان لا رب سواه.