قلتُ: وقد أعله غير واحد بكون أبى إسحاق لم يذكر فيه سماعًا، لكنه توبع على سنده ومتنه جميعًا؛ وهكذا رواه الأعرج والحسن بن عمارة، ويونس بن أبى إسحاق، والحسن بن عبيد الله النخعى كلهم عن بريد بن أبى مريم بإسناده به ... وقد خرجنا رواياتهم في "غرس الأشجار" وتوسعنا هناك في بيان طرق الحديث، واختلاف ألفاظه؛ وكلام النقاد حوله ... ولله الحمد. ٦٧٦٠ - صحيح: أخرجه الطبراني في "الكبير" [٣/ رقم ٢٧٢٨]، وابن عدى في "الكامل" [٤/ ٢٥٠]، والدولابى في "الذرية الطاهرة" [رقم ١٣١]، والبزار في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" [٥/ ٥٣/ رقم ٤٣٩٨]، وغيرهم من طرق عن عبد الله بن بكير الغنوى الكوفى عن حكيم بن جبير عن سوار أبى إدريس الهمدانى عن المسيب بن نجبة عن الحسن به. قلتُ: هذا إسناد ساقط، وفيه علل: الأولى: عبد الله بن بكير: ضعفه الساجى وغيره؛ وانفرد ابن حبان بذكره في (الثقات)، وهو من رجال "الميزان ولسانه" [٣/ ٢٦٤]، وهذا الحديث: أنكره عليه ابن عدى، وساقه له في ترجمته من "الكامل" وقال عقب روايته: "وهذا الحديث: لا أعلم يرويه بهذا الإسناد غير عبد الله بن بكير ... ". والثانية: حكيم بن جبير: ضعيف عندهم؛ بل تركه الدارقطنى وجماعة؛ وبالغ السعذى فكذبه، وهو من رجال "السنن"، وبه وحده: أعله الهيثمى في "المجمع" [٥/ ٥٧٧]. والثالثة: والمسيب بن نجبة: لم يؤثر فيه توثيق إلا عن ابن جان وحده، والظاهر أنه شيخ صالح الحديث؛ وهو من رجال الترمذى وحده. والحديث: صحيح ثابت على كل حال؛ ففى الباب عن جماعة من الصحابة به مثله ... مضى منها حديث عليّ [برقم ٤٩٤]، وحديث جابر برقم [١٨٢٦، ١٩٦٨، ٢١٢١]، وحديث ابن عباس [رقم ٢٥٠٤]، وحديث عائشة [برقم ٤٥٥٩]، ويأتى حديث عبد الله بن سلام [برقم ٧٤٩٥].