قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد". قلتُ: كذا قال، وقد تعقبه الذهبى في "التلخيص" فقال: "بل منكر واه" وهو كما قال؛ ففى إسناده ما لا يثبت بوجوده حديث قط: ١ - عليّ بن أبى طلحة مولى بنى أمية: شيخ مغمور لا يعرف، ونكرة لا تتعرف، وبه أعله الهيثمى في "المجمع" [٩/ ١٧٦]، فقال: "لم أعرفه" وليس هو بـ (عليّ بن أبى طلحة الهاشمى) ذاك شيخ متأخر الطبقة يعرف بـ (مولى العباس بن عبد المطلب) وصاحبنا يعرف بـ (مولى بنى أمية) وراجع ما بحثه الإمام الألبانى بشأن الرجلين في "ظلال الجنة" [٢/ ٥٣]. ٢ - والوليد بن يسار: شيخ همدانى؛ ذكره المزى في شيوخ سعيد بن خيثم من "تهذيب الكمال" [١٠/ ٤١٣]، ولم أميزه بعد، وهناك رجلان يحملان هذا الاسم، كلاهما بصريان، أحدهما يروى عن أبى هريرة وعنه هشام بن عروة، والآخر: متأخر الطبقة: يروى عن الحسن ومعاوية بن قرة وعنه التبوذكى والأصمعى؛ وهما في "ثقات ابن حبان" [٥/ ١٩٤]، و [٧/ ٥٥٠، ٥٥٦]، و"الجرح والتعديل" [٩/ ٢١]. والثانى منهما: مترجم في "تاريخ البخارى" [٨/ ١٥٧]، ويبدو أن ثانيهما: هو المراد هنا إن شاء الله؛ وهو مجهول الحال، وإن يكن سوى هذا أو ذاك، فما أدرى من يكون؟!. وقد تحرف اسم أبيه عند ابن أبى عاصم إلى (مسار) بدل: (يسار) فقال الإمام في "الظلال" [٢/ ٥٣]: "لم أعرفه" وقد عرفت ما فيه!.=