قلتُ: وهذا الشيخ الذي سمع منه زهير هذا الحديث هو نفسه: (يعلى - ابن أبى يحيى) فقد رواه عنه مرة - كما يأتى - فقال: (حدثنى مولى لفاطمة بنت الحسين) وقد مضى أن الفريابى روى هذا الحديث عن الثورى فقال: (عن يعلى مولى لفاطمة بنت الحسين) فهو هو، ولا يعرف لفاطمة بنت الحسين: مولى سواه، سوى ما قيل: بأن أشعب الطامع كان مولى لفاطمة أيضًا، ولا يصح هذا. وقد اختلف في سنده على زهير أيضًا، فرواه عنه يحيى بن آدم على الوجه الماضى؛ وخالفه عليّ بن الجعد، فرواه عن زهير فقال: حدثنى مولى لفاطمة بنت الحسين عن فاطمة بنت الحسين عن أبيها الحسين بن عليّ به ... فرده إلى (مسند الحسين) مرة أخرى، هكذا أخرجه ابن أبى الدنيا في "مكارم الأخلاق" [٣٩١]، وابن أبى خيثمة في "تاريخه" [٢٥٩٦]، طبعة الفاروق. وقد توبع ابن الجعد: على هذا الوجه عن زهير: تابعه أحمد بن عبد الله بن يونس: عند القضاعى في "الشهاب" [١/ رقم ٢٨٥]، وابن أبى خيثمة في "تاريخه" [٢٥٩٦]، - مقرونًا عنده مع ابن الجعد - وغيرهما. قلتُ: وهذا الاختلاف في سنده: أراه من (يعلى بن أبى يحيى) لا يبعد أن يكون قد اضطرب في سنده. وأشهر طرقه: ما رواه عنه مصعب بن محمد على الوجه الأول عن فاطمة بنت الحسين عن أبيها به. قلتُ: وهذا الإسناد: جوده العراقى في "التقييد والإيضاح" [ص ٢٦٤]، مع إقراره بتجهيل أبى حاتم الرازى لـ (يعلى بن أبى يحيى) وخالفه غيره من الأئمة، فأعلوا الحديث بجهالة يعلى، منهم: ١ - الشمس بن عبد الهادى في "التنقيح" [٢/ ١٨١]، فقال: "ويعلى بن أبى يحيى، ويقال بالعكس! غير معروف" ثم ذكر قول أبى حاتم فيه؛ وقبل ذلك قال: "هو حديث لا يثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم -".=