وقد خولف فيه إسماعيل بن عياش، خالفه إسماعيل بن رافع المدني، فرواه عن بحير بن سعد فقال: عن خالد بن معدان عن كثير بن مرة عن قيس بن مرثد الجزامي عن نعيم بن همار به نحوه ... ، فزاد فيه (قيسًا الجزامي) بين كثير ونعيم، هكذا أخرجه ابن أبي عاصم في الجهاد [٢/ رقم ٢٢٩]. والطبراني في "مسند الشاميين" [٢/ رقم ١١٦٨]، وابن قانع في "المعجم" [٣/ ١٥٢]، وغيرهم من طريق أبي خالد الأحمر عن إسماعيل بن رافع به. قلتُ: وإسماعيل هذا ضعيف عندهم، بل تركه جماعة من النقاد، وهو من رجال "السنن" لكنه توبع على إدخال (قيس) بين (كثيرة بن مرة) و (نعيم بن همار) في سنده عن كثير، فرواه برد بن سنان الشامي عن سليمان بن موسى الشامي عن مكحول الشامي عن كثير بن مرة عن قيس الجزامي عن نعيم بن همار به نحوه ... أخرجه البخاري في "تاريخه" [٨/ ٩٥]، من طريقين عن برد به. قلتُ: وهذا إسناد شامى صالح؛ وبرد بن سنان وشيخه سليمان - وهو الأشدق الفقيه - فيهما مقال؛ إلا أنهما متماسكان، وهما من رجال "التهذيب" ومن فوقهما لا يُسأل عنهم، وقيس بن مرثد الجزامى: معدود في الصحابة؛ وحديثه عند النسائي. وهذا الوجه: أراه المحفوظ عن كثير بن مرة؛ وإن كان جائزًا أن يكون كثير سمعه من قيس الجزامي عن نعيم بن همار به ... ، ثم قابل نعيمًا فحدثه به ... فيكون من المزيد. وللحديث: طريق آخر عن نعيم بن همار: عند الطبراني في "الأوسط" [٣/ رقم ٣١٦٩]، وسنده ضعيف. وللحديث: شاهد نحوه من رواية أبي سعيد الخدري عند الطبراني في "الأوسط" راجع الكلام عليه في "الصحيحة" [رقم ٢٥٥٨].