للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

بتَقْوَى الله، وَأَنْ تَسْمَعُوا مِنْ قَوْلِ قُرَيْشٍ وَتَدَعُوا فِعْلَهُمْ"، قال: فاجتزأت بذلك، واللَّه، من مسألته، ورضيت أمره، ثم بدا لى أن أرجع إلى قومى حتى أمر بالنجاشي، وكان لي صديقًا، فمررت به، فبينا أنا عنده جالسٌ إذ مر ابنٌ له صغيرٌ، فاستقرأه لوحًا معه، فقرأه الغلام، فضحكت، فقال النجاشي: مم ضحكت؟ فواللَّه لهكذا أنزلت على لسان عيسى ابن مريم: إن اللعنة تنزل في الأرض إذا كان أمراؤها صبيانًا، قلت: مما قرأ هذا الغلام. قال: فرجعت وقد سمعت هذا من النبي - صلى الله عليه وسلم - وهذا من النجاشي، وأسلم قومي، ونزلوا إلى السهل، وكتب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هذا الكتاب إلى عمير ذى مران، قال: وبعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مالك بن مرارة الرهاوي إلى اليمن جميعًا، فأسلم على ذى خيوان، قال: فقيل لعك: انطلق إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فخذ منه الأمان على قومك ومالك، قال: وكانت له قرية فيها رقيقٌ ومالٌ، فقدم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله، إن مالك بن مرارة الرهاوي قدم علينا يدعونا إلى الإسلام فأسلمنا، ولى أرضٌ فيها رقيقُ ومالٌ،


= من طرق عن مجالد بن سعيد عن عامر الشعبي عن عامر بن شهر به نحوه ... وهو عند الجميع - سوى ابن سعد وابن الأثير - مختصرًا ببعض فقرات منه فقط، فهو عند أحمد بلفظ: (خذوا من قول قريش، ودعوا فعلهم) ونحوه عند ابن أبي خيثمة والطحاوي، ولفظ ابن أبي خيثمة: (انظروا قريشًا واسمعوا من قولهم) ومثله لفظ الطحاوي وزاد: (وذروا فعلهم) ولفظ أبي داود في رواية له عن عامر بن شهر قال: (كنت عند النجاشي، فقرأ ابن له آية من الإنجيل؛ فضحكت، فقال: أتضحك من كلام الله تعالى؟!) ومن طريقه البيهقي في "الأسماء والصفات" وفي (الاعتقاد) وهو عند أبي داود في الرواية الأخرى: بطرف من آخره، وهو عند ابن أبي شيبة وعنه ابن أبي عاصم: ببعض فقرات من أوله وحسب.
قلتُ: هذا إسناد ضعيف؛ لضعف مجالد بن سعيد الكوفي، ولم يخرج له مسلم إلا مقرونًا بغيره، وبه أعله الهيثمي في "المجمع" [٧/ ٥٤٣]، فقال: "رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح، غير مجالد، وقد وثق، وفيه ضعف" وقبله أعله به المنذري في "مختصر السنن" فقال: "في إسناده مجالد، وهو ابن سعيد، وفيه مقال ... " لكن مجالدًا لم ينفرد به عن الشعبي، بل تابعه عليه: إسماعيل بن خالد وبيان بن بشر ومالك بن مغول كلهم عن عامر الشعبي عن عامر بن شهر، ولكن ببعض فقراته فقط دون هذا السياق الطويل هنا، وهو ضعيف، لتفرد مجالد به كله عن الشعبي ... واللَّه المستعان لا رب سواه.

<<  <  ج: ص:  >  >>