قال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب". وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه". وقال في موضع آخر: "هذا حديث على شرط الشيخين". قلتُ: بل ليس على شرط أحدهما فضلًا عن أن يكون على شرطهما، وإنما هو صحيح الإسناد وحسب؛ رجاله كلهم ثقات مشاهير رجال (الصحيح) وقد جازف من أطلق القول بتضعيف عمارة بن غزية، بل لم يتكلم فيه أحد بحجة توجب التوقف في حديثه، فضلًا عن التنكب عنه، راجع ترجمته من "التهذيب وذيوله". والوجه الثاني: هو ما رواه بشر بن المفضل عن عمارة بن غزية عن عاصم بن عمر عن محمود بن لبيد به نحوه ... ، فنقله إلى (مسند محمود بن لبيد) ولم يجاوز به أحدًا، أخرجه ابن أبي شيبة [٣٥٧٠٥]، وأبو نعيم في "المعرفة" [٥/ رقم ٦١١٣/ طبعة الوطن]، من طريق عفان بن مسلم عن بشر بن المفضل به. قلتُ: وقد توبع عمارة بن غزية على هذا الوجه: تابعه عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب عن عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد به نحوه ... أخرجه الترمذي [عقب رقم ٢٠٣٦]، وأحمد [٥/ رقم ٤٢٧، ٤٢٨]، والبغوي في "شرح السنة" [١٤/ ٢٦٦ - ٢٦٧]، وإسماعيل بن جعفر في "حديثه" [رقم ٣٨٠]، وعبد الله بن أحمد في "زوائد الزهد" [ص ١١]، والبيهقي في "الشعب" [١٣/ رقم ٩٩٦٦/ طبعة الرشد]، وابن أبي حاتم في "العلل" [رقم ١٨٢٠]، وغيرهم من طرق عن عمرو بن أبي عمرو به ... وفي رواية بلفظ: (إن الله - عز وجل - ليحمى عبده المؤمن من الدنيا وهو يحبه كما تحمون مريضكم من الطعام والشراب تخافون عليه). قلتُ: وهذا إسناد جيد؛ وعمرو مولى المطلب مختلف فيه، لكنه متماسك، واحتجاج الشيخين به يقويه أيضًا. =