وقد روى محمد بن الوليد الزبيدى هذا الحديث عن الزهرى عن عروة بن الزبير فقال: عن زينب بنت أم سلمة عن أم سلمة أن النبي - صلى الله عليه وسلم -: (رأى في بيتها جارية في وجهها سفعة، فقال: استرقوا لها، فإن بها النظرة) أخرجه البخارى [٥٤٠٧]- واللفظ له - ومسلم [٢١٩٧]، والحاكم [٤/ ٢٣٦]، والطبرانى في "الكبير" [٢٣/ رقم ٨٠١]، والمؤلف [برقم ٦٩١٨]، وفى "المعجم" [رقم ١٨٠]، وعنه ابن السنى في "اليوم والليلة" [٢/ رقم ٥٧٥/ مع عجالة الراغب]، والبيهقى في "سننه" [١٩٣٦٩]، وأبو موسى المدينى في "نزهة الحفاظ" [ص ٤]، والخطيب في "تاريخه" [٩/ ٣٧]، وابن عساكر في "تاريخه" [٨/ ١١٧] و [٥٦/ ٢٥٦]، والذهبى في "سير النبلاء" [٦/ ٢٨٣]، وفى تذكرة الحفاظ [١/ ٣١٠ - ٣١١]، والمزى في "تهذيبه" [١١/ ٤١٤] و [٢٦/ ٦٠١]، والحافظ في الأربعين المتباينة السماع [ص ٦٤]، والزهرى في "الزهريات" والطبرانى أيضًا في "مسند الشاميين" كما في "تغليق التعليق" [٥/ ٤٧]، وغيرهم من طريق الزبيدى به. قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه". قلتُ: كذا وهم الرجل على عادته، والحديث عند الشيخين كما قد رأيت، قد تعقبه الذهبى بقوله: "قد أخرجه البخارى" كذا، وهو قصور منه؛ لأنه عند مسلم أيضًا من ذاك الطريق نفسه. وللحديث من هذا الطريق: علة، قال عنها الذهبى في "سير النبلاء" [٦/ ٢٨٤]: "لا تأثير لها إن شاء الله" وهى الاختلاف على الزهرى في سنده، وكذا في وصله وإرساله، والموصول: يقويه احتجاج الشيخين به في "الصحيح". والأظهر عندى: أن الوصل والإرسال محفوظان عن الزهرى، وما عداهما فخطأ وأوهام ... ، وكلا الوجهين يقوى أحدهما الآخر ولا يتدافعان إن شاء الله؛ ويكون ذلك محمولًا على كون الزهرى كان ينشط فيسنده، ويفتر فيقصر به ولا يُجَوِّده، وهو يفعل ذلك كثيرًا. ولسياق المؤلف هنا: شاهد نحوه من حديث عائشة: عند أحمد [٦/ ٧٢]، والطبرانى في "الأوسط" [٤/ رقم ٤٢٩٥]، وفى سنده ضعف.