وابن جدعان هذا: روى عنه جماعة، ووثقه النسائي وابن حبان؛ وأغرب الذهبى وقال في "الميزان": "لا يعرف" وليس كما قال أصلًا. وقد غلط البوصيرى وظنه (عليّ بن زيد بن جدعان) الضعيف المشهور، فاعل الحديث به في "إتحاف الخيرة" [٢/ ٢٠٠]، ولم يفعل شيئًا هو الآخر. وجدة ابن جدعان: تلك امرأة مجهولة غائبة، وقد قال عنها الذهبى وابن حجر: "لا تعرف" وهى ورجال الإسناد كلهم من رجال "التهذيب". والحديث: ضعف سنده البوصيرى في "الإتحاف" [٤/ ٢٠٠]، وقبله العراقى في "المغنى" [٣/ ١٣٦]، وعزاه لأبى يعلى وحده، وقد أغرب المنذرى وقال في "الترغيب" [٤/ ٢١٨]: "رواه أبو يعلى بأسانيد أحدها جيد" وعزاه لأحمد في موضع آخر [٣/ ١٥٣]، وقال: (بأسانيد أحدها جيد"، وتابعه الهيثمى على تجويد سنده في "المجمع" [١٠/ ٦٤٠]، وكذا المناوى في "التيسير بشرح الجامع الصغير" [٢/ ٦١٣]- طبعة مكتبة الشافعي - ومثله ابن حجر الهيثمى في "الزواجر" [٢/ ٤٣٩]. وليس للحديث إلا إسناد واحد فيه من لا يعرف من يكون! فكيف يكون مثله جيدًا؟! ثم إنى ما أرى المنذرى إلا وقد وهم في عزوه الحديث لأحمد؛ فإنه ليس فيه بعد البحث، ولا عزاه له أحد ممن عنى بأطرافه وفهرسة أحاديثه وزوائده. والحديث: ذكره التاج السبكى في "طبقاته الكبرى" [٦/ ٣٤٢]، ضمن الأحاديث المذكورة في "الإحياء" ولم يجد لها إسنادًا، وهذا برهان قلة اطلاعه؛ وقصور باعه في هذا الفن، وقد رمز السيوطى حسن الحديث في "الجامع الصغير" [٥/ رقم ٧٥٢٥/ مع الفيض]، ولم أجد له شاهدًا نحو لفظه يقيم أوده؛ ويقوم عوجه، وهو حديث ضعيف لا يثبت. • تنبيه: قوله في سند المؤلف: (عمن حدثه أو جدته) الشك فيه من المؤلف أو ممن دونه، والصواب فيه (عن جدته) بلا شك.