فرواه عنه إبراهيم بن سعد على الوجه الماضي؛ وخالفه يونس بن بكير، فرواه عن ابن إسحاق فقال: عن سليط عن أمه سلمى بنت قيس به مثله ... ، فجعل (سلمى بنت قيس) هي نفسها أم سليط، بدلًا من أن كان سليط يرويه عن أمه عن سلمى به ... ، هكذا أخرجه الطبراني في "الكبير" [٢٤/ رقم ٧٥٢]، بإسناد صحيح إليه به. قلتُ: وقد اختلف فيه أيضًا على يونس بن بكير، فرواه عنه بعضهم على الوجه الماضي؛ وخالفه غيره، فرواه عنه عن ابن إسحاق بإسناده به ... مثل اللون الأول عن ابن رسحاق، هكذا أخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" [١/ ١٣٦٨]. فهذان لونان من الاختلاف فيه على يونس، ولون ثالث، فرواه عنه آخر فقال: عن ابن إسحاق عن سليط عن أبيه عن سلمى به ... ، فجعله عن (أبيه) بعد أن كان (عن أمه) هكذا أخرجه أبو نعيم في "المعرفة" [٦/ رقم ٧٦٧٠]. وقد مضى لونا من الاختلاف في سنده على ابن إسحاق، ولون ثالث، فذكر الحافظ في "الإصابة" [٧/ ٧٠٧]، أن ابن إسحاق قد أخرجه في "المغازى" فقال: (حدثني سليط بن أيوب بن الحكم عن أبيه عن جدته سلمى بنت قيس به ... ). ولون رابع، فرواه محمد بن عبيد وأخوه يعلى بن عبيد وجرير بن حازم، ثلاثتهم عن ابن إسحاق عن رجل من الأنصار عن أمه سلمى بنت قيس (أو عن سلمى) به نحوه ... مع اختصار في أوله، هكذا أخرجه ابن راهويه [٢٢٠٦]، وابن أبي شيبة في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" [٤/ ٢٦]، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" [٦/ رقم ٣٤٨٧]، وابن سعد في "الطبقات" [٨/ ٩]، وغيرهم من طرق عن ابن إسحاق به. قلتُ: ومن هذا الطريق: أخرجه أحمد في "مسنده" [٦/ ٤٢٢]، من طريق محمد بن عبيد الله (كذا بالأصل، والصواب: "محمد بن عبيد" - وهو الطنافسي - كما في طبعة الرسالة من "المسند" [٤٥/ ٣٧٤] ... ) عن ابن إسحاق به ... ، وقال الهيثمي في "المجمع" [٤/ ٥٧١]: "رواه أحمد، وفيه رجل لم يسم، وابن إسحاق وهو مدلس". وقال البوصيري في "إتحاف الخيرة" [٤/ ٢٦]: "هذا إسناد ضعيف؛ لجهالة بعض رواته، وتدليس محمد بن إسحاق".=