قلتُ: وسنده قوى ثابت؛ رجاله رجال "الصحيح". وهكذا رواه ابن جرير والليث بن سعد عن نافع؛ وقد اختلف عليهما في إسناده، فرواه من رواه عنهما عن نافع عن إبراهيم عن ابن عباس عن ميمونة به ... ، بزيادة (ابن عباس) بين إبراهيم وميمونة، هكذا أخرجه مسلم [١٣٩٦]، والنسائى [٢٨٩٨]، وأحمد [٦/ ٣٣٤]، وابن أبى شيبة [٨/ ٧٥، ٣٢٥٢٢]، والبخارى في "تاريخه" [١/ ٣٠٢]، وأبو نعيم في "المستخرج" [رقم ٣٢٢٢]، والطحاوى في "المشكل" [٢/ ٦٤]، وغيرهم. قال البخارى عقب روايته: "ولا يصح فيه ابن عباس". قلتُ: وهذا معارض بتصحيح مسلم لهذا الوجه، والظاهر عندى: أن الوجهين محفوظان عن نافع؛ فلا مانع أن يكون إبراهيم بن عبد الله بن معبد قد سمعه من ميمونة بواسطة ابن عباس؛ ثم سمعه بعد ذلك من ميمونة نفسها، وهذا أولى عندى من توهيم الثقات بمجرد المخالفة، نعم: قد اختلف في سنده على نافع على ألوان، قد استوفينا شرحها في "غرس الأشجار". وفى الباب: شواهد ثابتة عن جماعة من الصحابة به مثله ونحوه.