قال الترمذى: "هذا حديث حسن صحيح". قلتُ: وهذا الوجه هو المحفوظ عن هشام الدستوائى؛ ورجال إسناده ثقات كلهم سوى (أم كلثوم) الليثية المكية، وهى امرأة مجهولة لا تعرف، ونكرة لا تتعرف، وزعم الترمذى أنها: (أم كلثوم بنت محمد بن أبى الصديق) وانتصر لهذا: الحافظ في ترجمتها من "التهذيب" [١٢/ ٤٧٨]، وتعقبهما الإمام في "الإرواء" [٧/ ٢٤ - ٢٥]، وأجاد التعقب؛ فليراجع هناك. ولو صح أنها "بنت محمد بن أبى بكر" فهى غير موثقة أيضًا، وهى آفة هذا الطريق هنا. أما قول الحاكم عقب روايته: (هذا حديث صحيح الإسناد) فذا من قبيل تساهلاته المعروفة، وقول الترمذى الماضى أولى من قوله عند التحقيق؛ فإن للحديث شواهد عن جماعة من الصحابة: أصحها: حديث موسى الجهنى عن القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه عن جده مرفوعًا به نحو شطره الثاني فقط، أخرجه المؤلف في "مسند الكبير" كما في "المطالب" [١٠/ رقم ٢٤٠٨/ طبعة العاصمة]، وعنه ابن حبان [رقم ٥٢١٣]، والطبرانى في "الكبير" =