للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

نغدوه، إلا أنَّا نرجو، فلما قدمنا مكة، لم تبق منا امرأةٌ إلا عُرض عليها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتأباه، وإنما كنا نرجو كرامة رضاعة من والد المولود، وكان يتيمًا، فكنا نقول: ما عسى أن تصنع أمه؟! حتى لم يبق من صواحبى امرأةٌ إلا أخذت صبيًا، غيرى، وكرهت أن أرجع ولم آخذ شيئًا، وقد أخذ صواحبى، فقلت لزوجى: والله لأرجعن إلى ذلك فلآخذنه، قالت: فأتيته، فأخذته، فرجعته إلى رحلى، فقال زوجى: قد أخذتِهِ؟ فقلت: نعم،


= قال الذهبى في "تاريخ الإسلام" [١/ ٤٨/ طبعة دار الكتاب العربى]: "هذا حديث جيد الإسناد".
وقال الهيثمى في "المجمع" [٨/ ٤٠٢]: "رواه أبو يعلى والطبرانى ... ورجالهما ثقات".
قلتُ: وليس كما قالا، ومداره على (جهم بن أبى الجهم) وهو شيخ مجهول الحال، والذهبى نفسه قد أورده في "الميزان" وقال: "لا يعرف، له قصة حليمة السعدية" وقد جهله الحافظ في التعجيل [ص ٧٤]، ولا التفات إلى ذكر ابن حبان له في "الثقات" [٤/ ١١٣]، فإنما ذلك على قاعدته المعروفة، ثم إن جهمًا لم يسمع هذا الحدث من عبد الله بن جعفر، ولا سمعه عبد الله من حليمة أصلًا، وقد بين ذلك يونس بن بكير في روايته هذا الحديث عن ابن إسحاق فقال: (عن محمد بن إسحاق قال: حدثنى جهم بن أبى جهم قال: حدثنى من سمع عبد الله بن جعفر يقول: حدثت عن حيلمة بنت الحارث ... ) وساق الحديث به نحوه ...
هكذا أخرجه الآجرى في "الشريعة" [٣/ رقم ٩٥٢/ طبعة الوطن،، والبيهقى في "الدلائل" [١/ ١٣٢ - ١٣ - ١٣٦]، وابن عساكر في "تاريخه" [١/ ٩١ - ٩٤]، وابن الأثير في "أسد الغابة" [٧/ ٧٧]، وغيرهم من طريق يونس بن بكير به.
قلتُ: وهذا ظاهر في كون الإسناد منقطعًا في موضعين، وعبد الله بن جعفر لم يدرك حليمة أصلًا، وما وقع من تصريحه منها بالتحديث عند الطبراني وأبى نعيم في "المعرفة"، فهو غلط محض، إما أن يكون محرفًا من قوله: (حدثت عن) وهذا ظاهر كما ترى؛ وإما أن يكون ذلك من أوهام بعضهم على ابن إسحاق، وزعم الحافظ في "الإصابة" [٧/ ٥٨٤]، أن عبد الله بن جعفر قد صرح بالتحديث من حليمة عند المؤلف وعنه ابن حبان، وهذه غفلة منه لا يتابع عليها.
وقد روى جرير بن حازم وابن إدريس كلاهما هذا الحديث عن ابن إسحاق عن جهم قال: عن عبد الله بن جعفر أو من حدثه عن عبد الله بن جعفر، هكذا بالشك. =

<<  <  ج: ص:  >  >>