للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= الأموى عن عبد الله بن وهب [ويقال: ابن موهب] الفلسطينى عن تميم الدارى قال: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (ما السنة في الرجل من أهل الشرك يسلم على يدى رجل من المسلمين؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هو أولى الناس بمحياه ومماته) لفظ الترمذى، ونحوه عند الباقين.
قال الترمذى: "هذا حديث لا نعرفه إلا من حديث عبد الله بن وهب، ويقال: ابن موهب عن تميم الدارى، وقد أدخل بعضهم بين عبد الله بن وهب، وبين تميم الدارى: قبيصة بن ذؤيب ... وهو عندى ليس بمتصل".
قلتُ: هكذا رواه جماعة كثيرة عن عبد العزيز على الوجه الماضى؛ وخالفهم يحيى بن حمزة الحضرمى - وهو ثقة إمام - فرواه عن عبد العزيز، فزاد فيه (قبيصة بن ذؤيب) بين عبد الله بن وهب وتميم الدارى.
هكذا أخرجه أبو داود [٢٩١٨]، ومن طريقه البيهقى في "سننه" [٢١٢٤٩]، وفى المعرفة [١٤/ ٤١٣]، والطبرانى في "الكبير" [٢/ رقم ١٣٧٣]، وفى "مسند الشاميين" [٣/ رقم ٢١٣٤]، وابن أبى عاصم في "الآحاد والمثانى" [٥/ رقم ٢٥٤٦]، والطحاوى في "المشكل" [٧/ ٢٧٦]، وأبو نعيم في المعرفة [١/ رقم ١٢٩٣]، وغيرهم من طرق عن يحيى بن حمزة به.
قلتُ: وهذا الوجه هو الذي رجحه غير واحد من النقاد؛ وقد وقع في الوجه الأول: عند بعضهم تصريح عبد الله بن وهب بالسماع من تميم الدارى، وهذا خطأ كما جزم به أبو زرعة الدمشقى ويعقوب الفسوى وغير واحد، بل جزم يعقوب الفسوى في "تاريخه" [٢/ ٤٣٩]، بكون ابن وهب ما سمع من تميم ولا لحقه أصلًا، والصواب أنه سمع هذا الحديث من قبيصة بن ذؤيب، كما بين ذلك يحيى بن حمزة في روايته الماضية عن عبد العزيز بن عمر عن ابن وهب عن قبيصة عن تميم به.
قلتُ: وهذا إسناد صالح مستقيم؛ وعبد العزيز شيخ صدوق متماسك؛ وقد احتج به الشيخان؛ ولم يصب من أعل الحديث به، وشيخه (عبد الله بن وهب) وثقه جماعة؛ ولم يصب من رماه بجهالة الحال، وقبيصة بن ذويب، مختلف في صحبته، وقد ولد يوم الفتح؛ والصواب أنه تابعى كبير، وهو ثقة إمام حجة عالم ربانى من رجال الجماعة.
والحديث حسَّنه أبو زرعة الشامى وجماعة؛ وقد خالف آخرون وأعلوه بعلل لا تثبت على التحقيق، وقد رددنا عليها وفندناها في "غرس الأشجار" بما لا مزيد عليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>