قلتُ: هذا إسناد تالف جدًّا، وفيه علتان: الأولى: عاصم بن عبيد الله: وهو شيخ ضعيف منكر الحديث، وبه وحده: أعله الهيثمى في "المجمع" [٣/ ٥٤٦]، والبو صيرى في "الإتحاف" [٣/ ٢٠٢]، ومدار الحديث عليه، وقد ساقه ابن عدى في ترجمته من "الكامل" كما يأتى. والثانية: عمر مولى آل منظور بن سيار: شيخ مجهول، وإليه أشار الهيثمى بقوله في "المجمع " [٨/ ٥٨٨]: "رواه البزار، وفيه من لم أعرفه" يعنى هذا الرجل، وقد تصحف اسمه عند المؤلف من الطبعتين إلى (عمرو)، بدل: (عمر) فانتبه يا رعاك الله. وزعم البيهقى في "الشعب" أن عمر مولى آل منظور: هذا: هو نفسه عمر بن قيس المعروف بـ (سندل)، ويؤيده أمران: ١ - أن (عمر بن قيس) قد جزم ابن معين بكونه (مولى آل منظور) كما نقله عنه البخارى في ترجمة عمر من "تاريخه" [٦/ ١٨٧]. ٢ - أن الطيالسى قد أخرج هذا الحديث [٢/ رقم ١٢٤٢/ طبعة دار هجر]، ومن طريقه البيهقى في "الشعب" [٣/ رقم ٣٥٢٩]، وابن عدى في "الكامل" [٥/ ٢٢٧]، من طريق عمر بن قيس المعروف بسندل عن عاصم بن عبيد الله بإسناده به نحوه. قلتُ: وعمر بن قيس هذا: شيخ ساقط من رجال ابن ماجه وحده، لكن يعكر على ما جزم به البيهقى: أن البخارى قد فرق بين (عمر بن قيس المكى المعروف بسندل مولى آل منظور) وبين (عمر مولى آل منظور بن سيار) وترجم الثاني في [٦/ ٢٠٦]، وترجم الأول في [٦/ ١٨٧]. ويؤيد التفريق بينهما: أن البزار سماه في روايته: (عمر بن عبد الله) وهذا يبعد أن يكون عمر هذا: هو نفسه عمر بن قيس، وعلى كل حال: فالإسناد تالف لا يصح. • تنبيه: ليس في سياق البزار: ذكر الطواف، وعنده مكانه: (المسجد). ولفظه في أوله: (خرجت مع رسول الله إلى المسجد .... ).