قلتُ: أما محمد وهو ابن عمرو بن علقمة: فهو وإن كان مختلفًا في الاحتجاج به؛ إلا أنه صدوق متماسك على التحقيق، وقد روى البخاري له مقرونًا، ومسلم متابعة؛ وروي عنه مالك والكبار، والذهبى نفسه قد ترجمه في "سير النبلاء" [٦/ ١٣٦]، وقال عنه: (الإمام المحدث الصدوق ... ). نعم: كانت لمحمد أوهام في الأسانيد والمتون، منها هذا الحديث هنا: فإن في بعض فقراته نكارة ظاهره كما أشار الذهبي كأنها في قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (شاة ذبحناها لنصب من الأنصاب)، فهذا منكر جدًّا لا يحتمل، وإن كان إبراهيم الحربي قد تأوله في "غريب الحديث" [٢/ ٧٩١]، بما لا يخلو من تكلف، وإن أعجب الذهبي هذا التأويل، واستحسنه في موضع آخر من "سير النبلاء" [١/ ١٣٥]. • فالحاصل: أن الحديث ثابت إن شاء الله، اللَّهم إلا تلك الفقرة التى أشرنا إلى نكارتها آنفًا ... واللَّه المستعان لا رب سواه ... ولبعض فقرات الحديث: شواهد أخرى عن جماعة من الصحابة، والحديث: حسن بهذا السياق جميعًا.