والتحقيق: أنه ليس بمضطرب إن شاء الله؛ والمحفوظ عن قتادة فيه وجهان: الأول: هذا الوجه الماضي هنا. والثانى: رواية من رواه عنه فقال: عن قتادة عن النضر بن أنس بن مالك عن زيد بن أرقم به .... أخرجه أبو داود [٦]، والترمذي في "العلل الكبير" [ص ٢٢]، وابن ماجه [٢٩٦]، والنسائي في "الكبرى" [٩٩٠٣، ٩٩٠٤]، وأحمد [٤/ ٣٦٩. ٣٧٣]، وابن خزيمة [٦٩]، وابن حبان [١٤٠٨]، والطياسي [٦٧٩]، والطبراني في "الكبير" [٥/ رقم ٥٠٩٩، ٥١٠٠]، وفي الدعاء [٣٦١، ٣٦٢]، والبيهقي في "سننه" [٤٥٩]، والمؤلف في الآتى برقم [٧٢٤٩]، وغيرهم من طرق عن قتادة به. قلتُ: وسنده صحيح من هذا الوجه؛ وقتادة قد صرح بالسماع عند ابن خزيمة، وابن حبان والطيالسي وغيرهم، وقد رجح الدارقطني: هذا الوجه عن قتادة في "العلل" [١٢/ ١٣١]، وقد سئل البخاري عن الاختلاف في هذا الحديث على قتادة؟! فأشار إلى ترجيح الوجهين الماضيين وحدهما، فقال: (لعل قتادة سمع منهما - يعني من النضر والقاسم - جميعًا عن زيد بن أرقم) نقله عنه الترمذي عقب روايته في "العلل" وما قاله هو الأشبه؛ وتابعه عليه ابن حبان والحاكم؛ فصححا الحديث من الوجهين عن قتادة؛ وكذا رجحه مغلطاي في "شرح ابن ماجه" [١/ ٧١]، وقد بسطنا الكلام على هذا الحديث في "غرس الأشجار" بما لا مزيد عليه.