قلتُ: وقد اختلف في سنده على ابن أبي بكير، فرواه عنه الإمام أحمد وعباس الدورى على الوجه الماضي؛ وخالفهما الفضل بن سهل الأعرج، فرواه عن ابن أبي بكير فقال: عن أبي بكر النهشلي عن زياد بن علاقة عن قطبة بن مالك عن أبي موسى الأشعري به نحوه ... ، فجعل شيخ زياد فيه: (قطبة) بدل (أسامة بن شريك) هكذا أخرجه البزار [٨/ رقم ٢٩٨٦/ البحر الزخار]، قال: حدثنا سهل به ... قال البزار: "هكذا رواه أبو بكر النهشلي عن زياد عن قطبة عن أبي موسى ... ". قلتُ: جزم الحافظ في "بذل الماعون" [ص ١١٧]، بكون ذلك وهمًا من البزار أو شيخه، وكأنه مال إلى الثاني فقال: "فإن أحمد بن حنبل أحفظ من الفضل بن سهل وأتقن" ثم ذكر متابعة العباس الدوري لأحمد بن حنبل عند البيهقي في "الدلائل" وهو كما قال، والمحفوظ عن ابن أبي بكير: هو الوجه الأول. نعم: قد اختلف في سند هذا الحديث على زياد بن علامة على ألوان، ذكرها الدارقطني في "علله" [٧/ ١٣٦، ١٣٧] و [٧/ ٢٥٥ - ٢٥٧]، وأشار إلى أن أكثر تلك الألوان محفوظة، وهذا ما رجحه الحافظ في "الفتح" [١٠/ ١٨١ - ١٨٢]، وفي "بذل الماعون" [ص ١١٢ - ١١٣، ١١٤، ١١٥]، وجزم بأن أمثل طرقه: هو طريق أبي بكر النهشلي هنا. وللحديث: طريق آخر يرويه أبو بلج الفزارى عن أبي بكر بن أبي موسى الأشعري بنحو الفقرة الثانية منه فقط، أخرجه أحمد [٤/ ٤١٣]، والحاكم [١/ ١١٤]، والبزار [٨/ رقم ٣٠٩١/ البحر الزخار]، والروياني في "مسنده" [١/ رقم ٥١٤/ طبعة قرطبة]، وغيرهم من طرق عن أبي بلج يحيى الفزاري به. قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم ... ".=